للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في ثاني يوم، وصل القصاد ومعهم أوراق للناس، ووصلنا كتاب من صاحبنا الفخر الشلح، محصله أن البلاد محيطة جدا والغلاء زايد (١)، الأردب القمح بسبعمائة درهم، والأتراك يأخذونه بأربعمائة بالنهب ويبيعونه بسبعمائة، والناس في أمر ما يعلمه إلا الله تعالى، والعسكر مخالف، والتجريدة خارجة إلى جهة الدوادار، فإنه محاصر الشام والسلطان قصده الدوادار، وإن يوم تاريخه، وصل سيف نائب طرابلس، وتاريخ الورقة خامس عشرة ربيع الأول سنة ثلاث وتسعمائة.

وفي ليلة الجمعة، خامس عشري الشهر، مات النقيب شمس الدين محمد الشهير بابن الحدبة، أحد جماعة القاضي كاتب السر، وأظن وجعه نحو جمعة، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بتربة صهورة الشهاب الهنيدي، وهي التربة التي بها الشجرة، بالقرب من القبة الصغيرة التي عند قبة السيد بركات.

وفي يوم الأحد، سابع/عشري الشهر، وصلت أوراق من أمير كبير، وأظنها من جدة جاءت مع العبيد الذين ذهبوا معه، وبعضها للقاضي الشافعي، وفيها الثناء عليه كثيرا، وأنه لبس خلعة الأمرية الكبرى، وخلعة نظر البيمارستان، وأن التجريدة خرجت، وخرج كرتباي وجان بلاط وعزل الشيخ عبد البر عن مشيخة الأشرفية لشيخها الأول القاضي الحنفي البرهاني الكركي.

وفي ليلة الثلاثاء، تاسع عشري الشهر، مات الريس أبو عبد الله ابن أبي الخير بن محمد، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند سلفه، وخلف ثلاثة ذكور وبنتين.


(١) السبب في زيادة الأسعار والغلاء بسبب الفتنة بين الشريف بركات وأخيه هزاع، وكذلك الفتن في الشام ومصر. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٨٦.