للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقبة الأمير الدوادار بردبك صهر أينال، وضبطت تركته واستقل موجوده، ويقال:

إنه ألف ومائتان، وأوصى بغالب ما معه دينار وغيره.

وفي مغرب ليلة الخميس، خامسه أو ثاني ليلته، وصل قاصد من كاتب السر، وفارقه ببدر، وأخبر في أوراقه بما يسره، وأن يحي بن سبع بن هجان ولي ينبع، وهو واصل في البر ومعه الأمير شاهين الجمالي وابن مولاه البدري ناظر الجيش بن ناظر الخاص، وأن باش المماليك (١) بمكة عزل، وفي ورقته إلى صاحب مكة السيد بركات أنه يقول القانصوه الأشرفي أحد المماليك بمكة، بل يقال: إنه كان دوادارا للباش وأخرجه عنه بحكم، فلما كان بين المغرب والعشاء من ليلة الأحد، ثامن الشهر دخل القاضي كاتب السر البدري بن مزهر مكة، ومعه الخواجا النور علي بن راحات، ودخل من أسفل مكة، ودخل المسجد من باب العمرة، وهو محرم بالعمرة، فتجرد من المخيط وفارقا القافلة من فوق ثنية عسفان ثم وصلت القافلة في أواخر ثاني تاريخه وبعده ومعهم الخطيب محب الدين النويري وقريبه الشرف أبو القسم بن عبد الله النويري ومحي الدين عبد القادر بن نجم الدين بن ظهيرة وخلق، ومن المدنيين الزيني بن الشمس/محمد المراغي وأحمد المسوفي وغيرهما، والقافلة كبيرة في شي وثمانين شقدفا، وذكروا أن القاضي كاتب السر تصدق صدقة كبيرة بالمدينة، عم بها الفقهاء والفقراء وأهل الرباط بحيث أنهم كلهم أثنوا عليه، والله يثيبه ويجزي المتصدقين.

ومات من قضاة المدينة المالكية، محمد بن وهبان والشيخ مسعود (٢) المغربي، وسمعنا زيادة أخبار عن المصريين، منها أن علي ابن صدقة مات وجعل على تركته


(١) باش المماليك بمكة: هو أبو يزيد الصغير. عبد العزيز بن عمر: غاية المرام ٣/ ٧٩، ٨٠.
(٢) مسعود بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الركراكي ثم المصمودي المغربي المالكي نزيل المدينة قرأ على السخاوي موطأ مالك، وهو إنسان فاضل متقدم في العربية والفقه مات بالمدينة في رجب -