للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للسلطان ثلاثون ألف دينار، وأن عبد الرحمن (١) بن الشيخ كمال الدين بن إمام الكاملية، مات بمصر، فكان ذلك في يوم الثلاثاء، تاسع جماد الأول، ووصلنا في أوراق، أن بعد خروج التجريدة أمر السلطان بظهور كل من كان في جهة الدوادار الغائب، فظهر جماعة، وأرسل لمسر باي [في] (٢) الأسكندرية فحضر، فتخوف الدوادار الحاضر هو، والسيفية وتحركوا، فسمع السلطان فنادى: من كان طالع يطلع، ومن لا فلا، فطلع الدوادار والسيفية ووضعوا أيديهم في الأمراء الذين ظهروا والترك وقتلوا بعضهم، وجرحوا بعضهم، وهرب بعضهم، ومنهم مسرباي بعد أن خرج، واستنزل بعض الأمراء، وفيها أن السلطان صار ينزل في كل ليلة ويدور مثل الوالي، ويدق على الأمراء بيوتهم، وزوّج جركسية بعبد أسود له، فتأثر أخوها والأمراء والترك لأفعاله، وتكلموا عليه في النزول، فسمع مدة ثم عاد، وقتلوا مقدم العبيد، ثم نحو الخمسة عشر عبدا، وهرب باقي العبيد أو كثير منهم، وفيها أن البلاد خراب، ما أحد آمن على نفسه ولا ماله، وعزل الناس بيوتهم، وصاروا جلوسا على الحصر، والله يفرج عن المسلمين.

وفي ليلة الأربعاء، حادي عشر الشهر، وصل البدري ناظر الجيش وابن ناظر الجيش الكمالي بن ناظر الخاص ومملوك جده الأمير شاهين الجمالي وبعض مماليك وأناس وبقية الركب في النهار، ويقال: إن مجيء شاهين بمكة لصلح يحي بن سبع مع صاحب مكة، فتخلف عنه يحي بينبع ولم يصل.


= سنة ٩٠٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٥٦. العز ابن فهد: بلوغ القرى ورقة/ ١٠٤ أ.
(١) عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي الزين بن الكمال إمام الكاملية حج مع أبيه وزار بيت المقدس والخليل، مات بمصر سنة ٩٠٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ١٤٣.
(٢) وردت في الأصل "إلى" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.