للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس، ثانيه، اجتمع صاحب مكة الزيني بركات، وبعض إخوته والقاضي البدري كاتب السر بن مزهر وقاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة بالحطيم، فقرأ مرسوم للقاضي كاتب السر وفيه الثناء عليه، وذكر قضية العامري، وأن يمسك ويرسل، والثناء على هزاع لكونه سأل كاتب السر في مسك العامري، وفيه عزل الباش أبي يزيد الصغير، ومسك مباشره وابن شقيرة ووضعهما في الحديد وأرسلهما.

وأن القاضي الشافعي يحاسب على مال الأيتام، ويصلنا في الموسم بالقوائم، بما جعله السيد بركات للخزانة، ولبس كاتب السر خلعة، ومشوا معه القضاة والفقهاء إلى باب داره، فألبس خلعته للسيد بركات، فركب هو وإخوته إلى بيته، وألبس بدهليز بيته القاضي الشافعي، ومشى القضاة والفقهاء معه إلى بيته، ثم جاء الباش والأمير شاهين إلى كاتب السر، وسلما عليه، فخلع على الباش، وأعاده إلى وظيفته إلى الموسم، وكان مباشره وابن شقيرة وضعهما في الحديد، وحبسهما بمطبخه، فأخرج المباشر حينئذ، ثم ابن شقيرة.

وفي ظهر يوم الخميس، ثاني عشر الشهر، ماتت الحرة بنت محمد ابن أبي القسم بن جوشن، [وتركت] (١) لثاني يوم، فصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها.

ثم في يوم الإثنين، سادس عشر الشهر، توجه كاتب السر إلى جدة المعمورة، وذكرا أنه شحن جلبة بالبهار والعبيد وغير ذلك إلى القاهرة (٢) وأنه رسم بجدة على جماعة.


(١) وردت في الأصول "ترك"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) كانت تجلب بضائع الهند إلى جدة، وكانت مكة تشتهر بتجارة الرقيق فكانت تصدر من جدة إلى مصر تجارة العبيد والبهار لحاجة الناس لها هناك.