وفي ليلة الأربعاء، ثامن عشري الشهر، وصل السبق من الحجاج ثم تتابع في النهار.
وفي ليلة الخميس، تاسع عشري الشهر، خرج السيد الشريف الزيني بركات صاحب مكة، والقاضي كاتب السر البدري بن مزهر، وقاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، للقاء أمير الحاج الأول جان بلاط (١) الأشرفي قايتباي الملقب بالموتر، فسلموا عليه ظنا بالزاهر وعادوا، ثم دخل في أوائل الليل هو والباش قانصوه المصارع الأينالي الملقب بالفقيه، وطافا وسعيا وعادا إلى الزاهر.
ثم في صبيحتها، خرج للقائه أيضا، السيد بركات، في جمع كثير من الخيل والرجال والباش المعزول أبو يزيد، فخلع على السيد بركات خلعة حسنة، وعلى السيد هزاع ثوب صوف بمقلب سمور، وعلى الباش الجديد ودخلوا مكة جميعا، إلى أن وصل محله بالمدرسة الكلبرقية عند باب الصفا، ثم دخل للسلام عليه القضاة، فخلع على قاضي القضاة الشافعي ومشى القضاة والفقهاء أمامه، إلى أن وصل إلى محل جلوسه عند الزيادة من المسجد الحرام.
وفي آخر هذا اليوم، أو أول الليلة، التي تليه، توجه السيد بركات ومن ذكر معه للسلام على أمير المحمل الأمير تنبك الجمالي، وسلموا عليه وعادوا.
ثم وصل في ليلة الجمعة، سلخ الشهر، وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر.
ثم في صبيحتها، خرج السيد بركات وأخوه وجماعته لملاقاته، فخلع عليه وعلى أخيه ودخلوا جميعا إلى أن أوصلوه وعادوا لبيتهم.
(١) جان بلاط الأشرفي قايتباي الموتر، أصله لدولات باي المحتسب عين أميرا لحاج الركب الأول سنة ٩٠٣ هـ السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٦٢. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٢/ ١٦٦.