ثم في ثاني يوم، باشر الأحكام، وأرسل القاضي الشافعي قاصد لكاتب السر، ومعه ورقة منه، ومن المالكي المعزول، فأعاد القاصد من عسفان ومعه ورقتان لهما، وفيهما: أنني ما فعلت ذلك طمعا فيه، وما هو إلا لتقصيره في حقنا، وقد أمرت قاضي القضاة الشافعي، بإعادته فما فعل الشافعي، وقال: إنه يخاف عليه ذلك، وأنه حدد عليه ألف دينار، ثم أنه أنعم بثلاثمائة أشرفي وكتبوا له أوراقا أخر وأرسلوها له، وكتب المتولي أوراقا أيضا، فما سمعنا برد جوابه، وأما النجمي فإنه أرسل بإعادته من ينبع كما سيأتي، وذكره الشافعي ولم يظهر كتابه في ذلك لا له ولا لغيره.
في هذه السنة، توجه السيد بركات، وأخوه هزاع إلى الشرق، وعاد هزاع وحده بنية التوجه للزيارة النبوية، ثم سافر واظنه زار، ثم توجه لينبع، واستمر بينبع وأشيع عصيانه بمكة ومصر، فأرسل كاتب السر للصلح بينهما، فجاء برا إلى ينبع، وجاء إلى مكة وهم معه أو بعيده إلى عسفان.