حقه فلم يجده، ففتش على الغريم بجدة، فجاء إلى مكة فوجده، فاشتكاه من عند الباش، فقرره الباش بالطيب، فاعترف على أنه يصالحه على ذلك بمال، ثم اعترف بهدة أيضا، وجيء من عنده بمبلغ يقال أنه ألف وثمانمائة دينار، فوضع في الحديد، وجيء بجميع المحبوسين بحبس ابن قنيد، وعرضوا عليه، فبرأهم إلا الهندي الخصي، وكان قد ضربه ابن قنيد فلم يعترف، ثم ضربه أيضا فلم يعترف، وضرب السارق فلم يتغير كلامه، وطمع الأمير في التجار، ولم تنفصل القضية إلى الآن، والله يجمع عليهم، ثم أن أصحاب المال في ثاني يوم اجتمعوا وتوجهوا لكاتب السر، فوعدهم برد المال، ثم رد المتحصل أو غالبه، ثم جاء السيد بركات واشتكوا إليه أيضا، وعرض عليه الغريمان، فأمرهم بضرب المصري، وشهد الناس ببراءة الهندي، لما عرفوا الغرماء.
وفي ليلة الأربعاء، خامس الشهر، مات المعلم سودون بن عبد الله البنا، وصلي عليه بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
وفي عشاء ليلة الأربعاء، ثاني عشر الشهر، مات الشيخ الصالح عبد المعطي بن خصيب المغربي نزيل مكة، وصلى عليه بعد صلاة الصبح، عند باب الكعبة القاضي الشافعي، ودفن من يومه بالمعلاة، عند زوجته بالتربة التي بناها هو أو زوجته [بنت](١) راحات ﵀ ونفعنا به، وكان حصل له مرض طويل، وشدة قبيل موته، وكان له مشهد حافل.
وفي آخر يوم الإثنين، سابع عشر الشهر، وصل قاصد من مصر لكاتب السر.
(١) وردت في الأصول "بنتي" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.