للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعة بيت السيد عفيف الدين الأيجي، وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، قبالة تربة بيت السيد، وشيعه جماعة منهم القضاة الثلاثة، وإيانا.

وفي ليلة الجمعة، ثاني عشر الشهر، كانت زفة المولد كبيرها الناظر قاضي القضاة الشافعي، ومعه القاضيان، والخطيب، والباش والمحتسب، والفقهاء، وبعض الترك، وكان شمعها قليلا بالنسبة للعادة.

وفي ليلة الأحد، رابع عشر الشهر، دخل الجمال محمد (١) بن الشيخ عطية بن ظهيرة على قريبته الحرة بنت الشيخ زين الدين عبد المحسن بن ظهيرة، وكان عقده عليها قبل ذلك بليال.

وفي ليلة الإثنين، خامس عشر الشهر، كانت زفة طهار بديع ولد قاضي القضاة النوري بن الضياء الحنفي، وأخيه نور الدين من الصفا إلى محلهم ببيت نائب جدة، كان فيها القضاة، والخطيب، والمحتسبان، والفقهاء، والتجار وغيرهم، وكانت حافلة وشمعها كثيرا جدا، وكانت ليلة بهجة، وكان بها نقط، وبعد وصولهم لمحلهم وتفرقهم، حصل مطر إبتهج به الناس لاحتياجهم إليه (٢).

وفي يومها قرب العصر، مات الخواجا أبو محمد بن قسى الحلبي، وصلي عليه صبح يوم الثلاثاء، ودفن بتربة القاضي برهان الدين/بن ظهيرة، بعد أن كان حضر إلى هذا المحل وهو طيب، وأمر بعمل فسقية، أذن له فيها القاضي جمال الدين أبو السعود ابن ظهيرة.


(١) القاضي أبي عبد الله محمد بن الشيخ زين الدين عطية بن ظهيرة القرشي، زوج الحرة بنت الشيخ زين الدين عبد المحسن بن ظهيرة. مات في شعبان سنة ٩١٠ هـ. جار الله بن عبد العزيز بن فهد: نيل المنى ١/ ٢٤٠.
(٢) إن ابتهاج الناس بهذا المطر بسبب قلة الأمطار في تلك الفترة، وإن آخر مطر جاء على أثره سيل ما حدث في سنة ٩٠١ هـ، أي قبل هذه السنة بأربع سنوات. محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ٢/ ١٩٧.