للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم الخميس، ثامن عشر الشهر، كان الختان المبارك بعد عمل زفة لطيفة من بيتهم، كان فيها القاضي الحنفي والخطيب، وحضر الختان القاضيان الشافعي، والمالكي، والخطيب، وبعض الفقهاء، والتجار، وأناس قليلون، وحصل منهم لصق حصل به إرتفاق، أعطى الشافعي إثني عشر، والمالكي ثمانية، والخطيب عشرة، وبعض التجار عشرة عشرة، وبعضهم خمسة، وبعضهم ثلاثة وإثنان، وتم الله [ذلك] (١) بإحسان.

ولما طلع النهار، كان السماط، وكان حافلا فيه الهريسة، والفستق، والمأمونية، والجرجانية، والمبشورات، وخردفان جوكة (٢)، وغير ذلك من الأطعمة، ودعى له جميع الناس أو غالبهم، وحضر غالب الناس من الرؤساء، والقضاة، والفقهاء، والتجار وغيرهم.

ولما كان بين صلاة الظهر والعصر، ماتت بنت لبدر الدين بن قاضي القضاة الشافعي، وصلى عليها جدها (٣) بعد العصر عند الحجر الأسود، ودفنت عند سلفها بالمعلاة، وكان الجمع حافلا جدا.

وفي صبيحة هذا اليوم، وجد عبد الله الزلباني ميتا بخلوته برباط كلالة، فجهز وصلي عليه ضحى، ودفن، وكان يقول ما به إلا عبد البر بن الإمام، ضربه ورفسه على [حدته] (٤) - (٥) حتى صار شحم الدم.


(١) وردت في الأصول "بذلك"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) لم نقف لها على تفسير، ويبدو أنها نوع من أطمعة ذلك الوقت.
(٣) هو قاضي قضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة.
(٤) وردت في الأصول "حديته"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) حدته: هي المنطقة الموجودة في الإنسان في اسفل البطن وتوجد بها العانة والمثانة. داود الانطاكي: بغية المحتاج في المجرب من العلاج ص ٢٢٨.