للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه أن الحسبة للسيد الشريف، وهذا الخادم ناظرا على العمائر السلطانية وهو معه، ومعه أيضا الخادم يسير الساقي للحج وابن قيصر، وترك بالطور نائب جدة القاضي كريم الدين المقسمي، وناظر جدة نور الدين القباني.

وفي هذا اليوم، يوم السبت عاشر الشهر، سافر قاضي القضاة الشافعي إلى جدة، ومعه أولاده وعياله، وأخذ معه محفة ليركب فيها.

وفي يوم الأربعاء، رابع عشر الشهر، عرض لنائب جدة، ودخلها ومعه أربعة جلاب.

وفي آخر ثاني تاريخه، وصل إلى بندر جدة، أربعة جلاب من الطور أيضا، وفيها القاضي الجديد أبو القسم الحنفي وأولاده، وأخوه، وقاضي [الأسكندرية] (١) القاضي الدرشابي المالكي، ونزل أخو الحنفي قبله، وجاء إلى القاضي الشافعي يسلم عليه، فلم يقبل عليه، وطلب من صهورتهم بيت المريس السكني فأعتذروا، [فأكرى] (٢) بيتا ثلاثة أيام بأشرفي، ولم يسلم عليهم أحد يذكر، لعدم سلام القاضي الشافعي عليهم، ثم دخلوا على الخاصكي أو أرادوا الدخاله عليه، فما أراهم وجها، فدخلوا على نائب جدة، بالطراوي الشاهد، فمشى معهم إلى بيت القاضي، ودخل عليه فقبله، وكان ذلك آخر يوم الثلاثاء، ثم توجه إليهم الشافعي في جماعته وسافروا إلى مكة، فدخلوها ليلة الخميس، فسلم عليهم غالب أهل مكة، لا كلهم، بل ولولا سلام الشافعي عليهم ما سلم الغالب، وكان القاضي الشافعي بلغه، أنهم تكلموا فيه عند السلطان (٣) وغيره، بكلام فضيع، وجاء ذلك في عدة كتب، وجاءوا وهم على


(١) وردت في الأصول "السكندرية"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصل "فالكري"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) السلطان: هو سلطان مصر الملك الظاهر أبو سعيد قانصوه خال الناصر محمد بن الأشرف قايتباي. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٢٤.