للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بعد صلاة الجمعة، ثاني عشري الشهر، حضر التجار، والناظر، والكراني إلى عند القاضي الشافعي بالمسجد الحرام، وقريء مرسوم التجار، ومرسوم الناظر والكراني، وفيهما التوصية بالبندر، والعدل والأمان، وأن لا يسعى شيء من تعلق الهند إلى اليمن، وأن يكتب بالأمان للبنادر، وأن الأمير بجدة قانباي وناظر جدة والصيرفي القاضي زين الدين، وفي أوراق الناس أن قصروه مسك مع جماعة من الأمراء، وما يعلم ما أتفق له، وفي بعضها أنه قتل، وفي بعضها أنه حبس، وقانصوه البرج نفي إلى مكة، وأن الدوادار الكبير اختفى وهرب، وما عرف له خبر، وأن كاتب السر موجود ولم يهرب، وأن قاضي القضاة عبد البر (١) تولى حنفيا وعزل برهان الدين الكركي، وذلك بأمر قانصوه، وكان قانصوه هو الحركة، وطلع في اليوم الواحد المرة فأكثر إلى السلطان إلى أن خيل منه فقبض عليه بعد أن قضى حوائج كثيرة عند السلطان، وفي حالة تولية عبد البر، سأله في زواج خوند الخصبكية بنت سيدي علي بن خاص بك زوجة السلطان قايتباي، فتوجه بالخلعة ومعه القضاة وسألها في ذلك، فأجابت بعد تمنع زائد فزوجها منه، وأرادت أن تخلع عليه خلعة، فقال: حتى تذهب بخلعة السلطان إلى البيت وتفسخها، فذهب على العادة إلى الصالحية (٢) وصلى بها، وتوجه إلى بيته ومعه القضاة والنواب والفقهاء وفسخ


(١) عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، وهو سري الدين أبو البركات بن محب الدين أبي الفضل ابن محب الدين أبي الوليد الحلبي القاهري الحنفي. ولد بحلب في تاسع ذي القعدة سنة ٨٥١ هـ، ثم انتقل إلى القاهرة، وقد عرف بالذكاء والفطنة، وقد نشأ في بيئة وأسرة مليئة بالعلم والأدب، تولى منصب قضاء الحنفية بمصر سنة ٩٠٦ هـ، ومات في رجب سنة ٩٢١ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٧٠. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٢/ ١١٨.
(٢) الصالحية: قرية من قرى مصر تنسب للصالح نجم الدين أيوب وهي إحدى مراكز محافظة الشرقية حاليا، في الطريق البري القديم بين مصر والشام والحجاز.