للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل إلى مكة يوم الخميس، حادي عشر الشهر، ويقال إن الواصل من كنباية ثلاثة، ومن دابول إثنان، ومن فوقه إثنان، ومن كاليكوت أربعة والله أعلم.

وفي يوم الثلاثاء، تاسع الشهر، اشتكى إلى الأمير الباش قانصوه الجوشن بعض خدم طرباي، فأمضى فيه فعلا، فتعصب أستاذه وجماعته، وأرسل جماعته من المماليك والخدم وفكوه، وضربوا بعض خدم الباش، وأساءوا إليه في وجهه إساءة فاحشة، ولزم بيته وحمي داره مماليكه وعبيده، وكانت قلقلة [كبرى] (١).

ثم بعد العشاء، من ليلة الأربعاء، عاشر الشهر، مسك خدم طرباي مباشر الباش نور الدين السنباطي من عند باب علي، وأهين بالصفع الزائد وذهبوا به إلى عند أستاذهم، فضرب ضربا زائدا، وعقله بالحديد وحبسه.

ثم في النهار، نادى المشاعلي من له مطالبة على المباشر فعليه بباب الأمير طراباي، فحضر جماعة من السوقة، وادعوا أنه بلصهم بباب أستاذه، فضربه ثلاث علق، وأهانه إهانة [زائدة] (٢)، ثم استمر عنده محبوسا.

وفي ليلة الخميس، حادي عشر الشهر، مات سليمان بن علي بن سليمان النجار، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وفي أول ليلة الأربعاء، سابع عشر الشهر، مات محمد بن أحمد ابن علي الفاكهي، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة أمين الدين بن الزين، ودفن بالمعلاة عند أهله بالقرب من الفضيل بن عياض، وشيعه قاضي القضاة الشافعي وجماعته وكثير من الفقهاء.


(١) وردت في الأصول "كبرة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "زيادة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.