للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قانصوه الجوشن والمحتسب أصباي، والأتراك جميعهم، فتوقفوا إلا بمرسوم، فيقال إنهم أروا مرسوما بذلك، ثم جابوا، وكان رسوله إليهم عرار (١) بن عجل النموي، وأعطاهم شيئا يسيرا وأوعدهم.

فتوجهوا في يوم الخميس، سادس الشهر، فلاقاهم عنقا [بحداء] (٢) فيما يقال وأعطاهم خيلا.

ثم في يوم الجمعة، وصلوا للسيد بركات بالبحرة وعمل لهم سماطا عظيما.

وفي آخر النهار، توجهوا جميعا لصوب الشام، ففدوا الشعبة (٣)، ونزلوا ليلة الأحد بين الشعبة [ودغيم] (٤)، فرأوا نيران السيد هزاع وعسكره تحت الحرة مقابلهم، وأوقد كل منهما نيرانه بالليل (٥)، وصاروا يتراوون ذلك إلى أواخر الليل، فألبسوا جميعا وركبوا وتلاقوا وقت الصبح، وتلاحم القتال بينهم، وكان رجال السيد هزاع أكثر وأنفع، وقتل من الفريقين خلق كثير لا يحصون، غالبهم من رجال السيد


(١) عرار بن عجل بن رميح الحسني، من أولاد أبي نمي، وأخو زوجة الشريف بركات أم الكامل، كان شريف مكة بركات يثق به ويعتمد عليه ويرسله مع ابنه إلى سلاطين مصر، توفي في اسطنبول سنة ٩٤٦ هـ. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٧٥. النهر والي: البرق اليماني في الفتح العثماني، ص ٨٦ - ٩٢. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ٢٦٨.
(٢) وردت في الأصل "بجد"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) الشعبة: عين صغيرة لبني جابر من بني عمرو على بعد ٢٨ كيلا من أم العيال، وهي احدى محطات طريق وادي الفرع بين بئر مبيريك والمدينة، فيها نخل، وماؤها قليل، وكان بعض الجمالة يتجاوزها ليحطوا في الفقير أو غيره من العيون. عاتق البلادي: على طريق الهجرة، ص ٩٤ - ٩٥. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٥/ ٦٦.
(٤) وردت في الأصول "دغيم" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١٢.
(٥) يبدو أن إشعال النيران الهدف منها إظهار القوة، ومراقبة العدو.