بمقلب سمور، ودخلوا مكة، ودخلوا المسجد الحرام من باب السلام، وجلسوا تحت زمزم بالحطيم وأعطي السيد هزاع مرسوم، وكذا القاضي الشافعي، ففك السيد هزاع ختم مرسومه وقرأه وناوله القاضي، فأعطاه لمن ناوله للقاريء، وهو ابن الحناوي فقرأه على المنبر، ومضمونه أن صدقاتنا شملت السيد الشريف الزيني هزاع ولاية مكة المشرفة عن أخيه الزيني بركات، وأرسلنا له تشريفا فليلبسه ويطوف على العادة، وذلك على يد الأميري التقي والماس، ولكم تساعدونه على ما هو بصدده من حفظ أموالنا، وما يعود نفعه على خزانتنا الشريفة، ولذلك يؤمن السبل والطرقات وغير ذلك، وهو مؤرخ بثامن عشري ربيع الأول سنة تاريخه.
وأخبر بعض الواصلين بوفاة البدري بن المحيوي عبد القادر السخاوي، ابن أخي الشيخ شمس الدين السخاوي ﵏ أجمعين، وأظنه في أواخر صفر وصالح بن القاضي أبي النجا محمد بن الضياء الحنفي، أخو أبي القسم الحنفي ببولاق بعد رجوعه من رشيد (١)، أو من تلك النواحي، ومات بغتة وأتهم بعضهم بأنه عمل له شليا في شراب ظنا، وأختلس ما معه من نقد ودفن ببولاق، وذلك في يوم الجمعة حادي عشر ربيع الأول، ثم في يوم الأحد ثالث عشر الشهر أخرج وحمل إلى تربة الشيخ أمين الدين، ودفن بها وبكى عليه أهله يوم الأربعاء سادس عشري جماد الأول المذكور، ولم يعزى أخاه واحفالا بالنادر.
(١) رشيد: تقع على ساحل البحر المتوسط عند مصب الفرع الغربي لنهر النيل، ويمر بها الطريق الساحلي الآتي من بور سعيد شرقا إلى الاسكندرية غربا، ويمر بها خط السكة الحديدية الآتية إليها من القاهرة باتجاه الاسكندرية، ومشهورة بحجر رشيد، وهو قطعة من البازلت الأسود. ورشيد ميناء بحري مهم، وتشتهر بالزراعة والتجارة والصناعة. يحي شامي: موسوعة المدن العربية والإسلامية، ص ٢٠١.