للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجهه فأخذ من محمد العجمي عشرة أشرفية، ومن ولدي التروجي ثمانية أشرفية، وأمر الشريف هزاع، بحبس أبو الفضل بن أبي علي عند الوالي، وطلب منه ثلاثة آلاف دينار، فصفيت على سبعمائة أو ثمانمائة، ثم سعيد عبد البوني فهرب من الحبس، وخرج السيد هزاع إلى بركة الماجن، وجلس هناك بعد أن سلّم في طريقه على الشيخ عبد الله المساوى، وشفع عنده في جماعة فقبل وأرسل لشخص جاء من الشام/يقال له ابن عرب، وكان مباشرا لنائب الشام أمير كبير (١) أخي السلطان طومان باي، وتوعده بحملة إلى القارة وطلب منه مال نائب الشام فقال إلا مباشرها ما أنا خازندار، فأمر بالترسيم عليه عنده، واستمر عنده تحت السماء في الليالي والشمس، وتترل معه إلى ألفي دينار، ثم أخذ منه نحو المائة أو أكثر وأطلق، وأمر أيضا بحبس أحمد ابن أبي بكر الطهطهاوي عند الوالي، فشفع فيه مرة ولد القرنين وأصلح قضيته بمائة.

وفي صبح يوم الإثنين، رابع عشري الشهر، وصل الأمير الماس من جدة وخيم بالمختلع، وتوجه للسلام عليه الباش والشافعي مع بعض جماعته، فأرسل له الشافعي آخر النهار بأطعمة في قدور وغيرها.

وفي صبح ثانيه، يوم الثلاثاء، خرج للقائه إلى المختلع السيد هزاع وأخوه وعسكره وقاضي القضاة الشافعي وبعض جماعته والباش، وألبس السيد هزاع خلعة عظيمة تحمل أحمر مثمر بطرازين، وطراز على الرأس وهو منعم بشرب، ولبس أخاه السيد جازان خلعة خضراء، وكذا صاحب ينبع وقاضي القضاة الشافعي خلعة زرقاء


(١) هو دولات باي يدعى أنه أخو الأمير طومان باي.
دولات باي بن أركماس المعروف بالساقي. كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي. ولي عدة وظائف سنية منها نيابة حلب ونيابة الشام ونيابة طرابس ثم ولي أمرة سلاح في مصر في دولة الأشرف قانصوه الغوري، ثم أتابك العساكر بالديار المصرية، مات في صفر سنة ٩١٧. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٥٣، ٤/ ٢١٦.