للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خيرا، وسمعنا أنه أوصى أن لا يجعل له عزاء ولا ربعة ففعل، وعملت له ربعة بالمسجد الحرام.

وفي هذا اليوم، تعدى بعض الأتراك على بعض بني إبراهيم وشجه في رأسه، فجمع الإبراهيمي (١) جماعة قليلين من أصحابه، وجاء إلى الأتراك فاختفوا، فجاءوا بحطب ونار وأرادوا حرق ربع [التوزيري] (٢)، فجاء الحاكم أحمد بن ريحان وغيره من جماعته، فدخلوا عليهم إلى أنهم يصبرون بقية النهار ففعلوا، ثم اجتمعوا عند الأمير الماس، وجعل للمشجوج خمسة أشرفية وجوخة.

ثم في آخر النهار، أو أول ليلة الأربعاء وصل السيد جازان، وأرسل في يوم الأربعاء، إلى الباش (٣) وأوهجه (٤) في خازنداره لكونه الضارب، أن يرسل به اليه فأعتذر بأنه ليس عنده، وتوجه بنفسه إلى جازان، وأرسل إلى الماس بسبب شاهين مملوك ناظر خاص، لكونه يتكلم أو يشوش، فشفع فيه فلم يقبل وأسمعهم كلاما خشنا، وسكن بذلك ما أراده الماس من وهج التجار وغيرهم، والله يصلح أحوال المسلمين.

ثم سافر ليلة الخميس عاشر الشهر.

ثم عاد إلى مكة، في آخر يوم الأحد، ثالث عشر، أو أول ليلة الإثنين.

وفي ليلة الإثنين، رابع عشر الشهر بعد العشاء، مات جمال الدين (٥) أبو المكارم


(١) ابن خلف الله الإبراهيمي. عبد العزيز بن عمر: غاية المرام ٣/ ١٢١.
(٢) وردت في الأصول "النوريزي"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: اتحاف الورى ٤/ ٦٤ لسياق المعنى.
(٣) الباش: هو باش الترك بمكة قانصوه الجوشن. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١٢.
(٤) أوهجه: اشتد غضبه. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ١٠٥٩.
(٥) محمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الجمال أبو المكارم ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد في ليلة الأربعاء ثالث رمضان سنة