للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن الرافعي عبد الكريم بن القاضي أبي السعادات بن ظهيرة القرشي، وصلى عليه قريبه قاضي القضاة الشافعي، بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود على عادتهم، ودفن من يومه بالمعلاة عند جده (١)، وشيعه خلق كثير، وأثني عليه خيرا، وعملت له ربعة بالمسجد.

وفي يوم الثلاثاء، خامس عشر/الشهر، مات السيد هزاع ابن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بالسمرات بين وادي الأبيار والعد، وحمل في فردة شقدف على رؤوس الرجال إلى مكة، فوصل بها بعد العشاء، وجهز بداره، وحمل إلى المسجد قبل التسبيح، ثم طيف به أسبوعا بعد أن جلس على الباب يسيرا، وصلى عليه قاضي القضاة الشافعي بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ونادى الريس بالصلاة عليه فوق ظلة زمزم: الصلاة على السيد الشريف الحسيب النسيب زين الدين هزاع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، صاحب الحجاز الشريف الصلاة رحمكم الله، وشيعه القضاة والفقهاء والأمراء والترك والتجار وغوغاء الناس، وكان الجمع وافرا، وكذا النساء، ولم يبك عليه إلا بعد إتيانه المسجد، جاء أهله من الفريق، فبكوا وطلعوا المعلاة، فتتابع النسوان، ودفن بقبة أبيه، ولما نزل الناس من دفنه، اجتمع السيد جازان والقضاة وكثير من الناس، وفيهم خال جازان مالك بن رومي، فتكلم بحضرة الناس القاضي، وقال بعضهم: أنتم راضون بالسيد جازان


= ٨٦٣ هـ بمكة ونشأ بها في كنف والده فحفظ القرآن، وتوفي ليلة الإثنين رابع عشرة رجب سنة ٩٠٧ هـ بمكة، ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٧٤. العيدروسي: تاريخ النور السافر، ص ٤٥.
(١) محمد الجلال أبو السعادات بن ظهيرة، ولد في سلخ ربيع الأول سنة ٧٩٥ هـ بمكة ونشأ بها، فحفظ القرآن، تولى القضاء والنظر في سنة ٨٣٧ هـ في مكة مات في آخر يوم الخميس تاسع صفر سنة ٨٦١ هـ، ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٩/ ٢١٤.