فقالوا: نعم، وقال مالك: أن هزاع لم يكن إلا بجازان، وأن الأصل جازان وأنه خرج من البلاد ما بقي أحد يصل من الحجاج لمكة راضين، وقال القاضي الشافعي: فالبلاد في وجه السيد جازان وبني إبراهيم، فقال من كان حاضرا من بني إبراهيم: نعم في وجهنا، فتفرقوا الناس، ونودي في شوارع البلدان (١): البلد لجازان بن محمد وأن البلاد وجميع العربان في وجهه، وأظن أنهم يكتبون محضرا بذلك، ويأخذون فيه خطوط الناس، ويرسلونه مع قاصد لمصر، وجميع التجار في مدرسة السيد محمد بن بركات، ولم يظهر بعضهم فكسر باب بعضهم، وبعضهم أرادوا به ذلك، وجعل عليهم مال، وأخبرت أنه جعل على رستم خمسمائة، وقيل ثمانمائة وعلى علي بن راحات أربعمائة وعلى الشيخ علي ألف، وعلى كل من محمد بن سلطان وابن المزين ومعين الدين وابن القاريء وابن الشيخ علي على مائتين، وعلى ناس مائة مائة وآخرين خمسين، وعلى غيرهم أربعمائة وثلاثمائة، واجتمع من ذلك شيء كثير، وأخذوا من أخي أبي ناصر كثيرا من تركة الغرباء الذي هو وصي عليها، وهو شاشات ورمى ذلك على التجار.
ثم في يوم الجمعة، ثامن عشر الشهر، دعا الخطيب محب الدين النويري للسيد جازان، وسماه شهاب الدين أحمد، ثم بعد الصلاة والدعاء، طاف السيد جازان، ودعا له سليمان بن داود الزمزمي لغيبة الريس على ظلة زمزم على عادة أمراء مكة، ورسم له بخمسة دنانير، وكذا لكل من الفراشين وخدام الدرجة، فإنهم فرشوا له السجادة بالمقام، وأسقوه ماء زمزم، وطلب الخطيب قال معلوما له العادة، ولم يسمع بما أعطى.
(١) البلدان: كل مكان من الأرض عامرا كان أو خلاء، والمراد بها أرض الحجاز. الفيومي: المصباح المنير، ص ٢٤. المنجد في اللغة والإعلام، ص ٤٧.