ثم في صبح يوم السبت، تاسع عشر الشهر، توجه السيد جازان إلى الفريق، فأنكر عليه يحي بن سبع أخذه من التجار، والشاشات خصوصا جماعة اللحامين (١) بالقلعة، فأرسل برد الشاشات فوجدوهم قد أخذوا فيها من التجار والمتسببين، وهو ألف دينار وأعطاه للشرفاء ذوي أبي نمي، ووقع الاتفاق بين السيد جازان والعسكر على أن يعطى الفارس عشرين أشرفية والراجل عشرة أشرفية، فأعطاهم النصف على أن يكمل لهم، وأراد إعطاء القواسة كل واحد أشرفي ونصف، فامتنعوا إلا أن يجعلوا كالرجالة، فلم يعطهم ذلك، وأمهلهم أربعة أيام في الخروج من بلاده، فتوجه بعض القواسة لمكة، وبعضهم لجدة فتشوش من توجه لجدة على محمد بن راجح، وأخذوا منه مبلغا، وجاء لمكة صبح يوم الخميس، وعاد مع جازان في يوم لجدة، والله أعلم بما يكون.
ثم في آخر يوم الثلاثاء ثاني عشري الشهر، أو أول ليلته التي تليه وصل جازان لمكة، واجتمع في صبيحتها بالقاضي الشافعي ببيته، ثم توجها إلى الشهابي، ويقال إن ذلك بسبب المحضر الذي كتب له، لم يكتب فيه ابن العيني والماس، وتريد كتابتهما، وطلب من التجار الذين أعطوا الشاشات بردها فامتنعوا، فجمع كثير منهم بمدرسة الشريف محمد ابن بركات، وطلبوا وباتوا، ثم أرادوا إعطائهم ثلث المبلغ أو النصف، فامتنع التجار ولاقوا الشريف جازان بالطريق، وصاحوا: البلاد خراب، ورفعوا التراب على عمائمهم.
ثم في أوائل هذا اليوم، يوم الخميس رابع عشري الشهر، توجه السيد جازان
(١) اللحام: من صناعته لأم المعادن. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٨١٩. محمد سعيد القاسمي: قاموس الصناعات الشامية، ص ٤٠٠.