للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى جدة، ففرقت براحلته بترخ سراب (١) ميضأة باب الحزورة (٢)، فطاح أو تلقاه من معه، وجلس على دكة بالشارع إلى أن جيء له بفرس السيد/هزاع فركب عليها، فلما خرج من الدرب طاح هو أيضا أو عمامته، ثم بعد توجهه جاءه برحل من الفريق فتبعه إلى جدة.

وفي أواخر النهار، جاء خيال لمن بمكة من بني إبراهيم، وقال لهم: يقولون لكم يحي بن سبع [ومن معه] (٣) لاقوه بجدة أو بحدة، فخرجوا على وجوههم، وردوا التمر واللبانة والسمن والعسل الذي اشتروه، وأخذوا بعد المغرب بعض العبيد والجوار، وتوجه يحي بن سبع بمن معه إلى جهة ينبع، وتوجه مالك بن رومي بمن معه وبعض عسكر يحي إلى جدة، فجمع ملك التجار بالفرضه، وأخذ منهم مالا، ولما وصل السيد جازان إلى جدة اجتمع هو ومالك وعسكرهما، ونهبوا وتوجهوا يوم الجمعة خامس عشري الشهر، واستمروا في نهبها إلى آخر النهار، ورضي ابن قيماز، وبعض جماعته بأخذ مبلغ من أهل دورا وحارة، ومنعوا بيوتهم من النهب، وظن الناس بزبيد وذلك، فأخذوا ونهبوا وتوجهوا لجهة ينبع، ويقال إن في يومهم أو في ثاني يوم أو بعده، وجمع جماعة من زبيد خيالة ورجالة، وأرادوا دخول جدة، فخرج لهم من بجدة من القواسة وغيرهم وردوهم ومسكوهم قواسا ومولدا فشنقوا القواس، وحبسوا المولد لكونه من زبيد ولم يصلّ بجدة يوم الجمعة جمعة ولا جماعة، ودعي لجازان يوم الجمعة بمكة.


(١) هذه عبارة غير واضحة.
(٢) ميضأة باب الحزورة: مطهرة الأمير المعروف بالملك نائب السلطنة بمصر عند باب الحزورة، والتي يظن أنه عمرها في سنة ٧٤٥ هـ. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٥٩.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.