للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاشر محرم، ودفن بالبقيع (١)، وكان السلطان (٢) يعظمه ويجله. وبوفاة شيخ


= اللامع ٢/ ٣٢٦ ترجمة رقم ١٠٦٩، التحفة اللطيفة ١/ ٢٠٧ ترجمة رقم ٥٨٣، وجيز الكلام ٣/ ٩٢٨ ترجمة رقم ٢١٠٠، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٨٣.
(١) البقيع (بقيع الغرقد): بالغين المعجمة، وأصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى وبه سمي الغرقد، وهو كبار العوسج. وقد قطع عند اتخاذها مقبرة، والبقيع مقبرة أهل المدينة الشريفة وهي داخل المدينة. وروى الطبراني في الكبير، عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عكاشة، أنها خرجت مع النبي إلى البقيع، فقال: يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر فقام رجل فقال: يا رسول الله وأنا، فقال: وأنت، فقام آخر فقال يا رسول الله وأنا، قال: سبقك بها عكاشة رواه الطبراني. وبها قبر إبراهيم ابن رسول الله ، وقبر عثمان بن مظعون وهو أول من دفن بالبقيع من المهاجرين وقبر فاطمة ورقية بنتى رسول الله وبه دفن ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة الخليفة عثمان بن عفان وبه دفن الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم. واليوم أصبحت هذه المقابر محاطة بسور حسن وبابه الرئيسي في الجهة الغربية، ورصفت الطرق التي بين القبور. ياقوت: معجم البلدان ١/ ٤٧٣ - ٤٧٤، ٣/ ٨٨٣ - ٩٠١، السمهودي: وفاء الوفاء ٤/ ١١٥٤، ابن العماد: شذرات الذهب ١/ ٤١ - ٤٢.
(٢) وهو السلطان: الأشرف قايتباي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري أبو النصر سيف الدين (٨١٥ - ٩٠١ هـ) سلطان الديار المصرية وهو من ملوك الجراكسة، كان من المماليك، اشتراه الأشرف برسباي بمصر، صغيرا من الخواجة محمود (سنة ٨٣٩ هـ). وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء فأعتقه واستخدمه في جيشه فانتهى أمره إلى أن كان "أتابك العساكر" في عهد الظاهر تمربغا (سنة ٨٧٢ هـ) وخلع المماليك تمربغا في السنة نفسها وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة، فتلقب بالأشرف وكانت مدته حافلة وسيرته من أطول السير واستمر إلى أن توفي بالقاهرة وهو الوحيد الذي حج إلى مكة المشرفة سنة ٨٨٤ هـ. وتعرضت الدولة في أيامه للخطر الخارجي من العثمانيين الذين حاولوا احتلال حلب. ومن الفرنج في محاولتهم دخول البحر الأحمر، وأنفق في ذلك على التجاريد (وهو جمع مفرده تجريدة وهي الحملة العسكرية برية أو بحرية) الكثير من الأموال. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٢٠١ - ٢١١ ترجمة رقم ٦٩٧، ابن إياس: بدائع الزهور ٢/ ٩٠ - ٣٠٣، الزركلي: الأعلام ٥/ ١٨٨.