للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولده صلاح الدين وأخاه سيد الناس والبطيني، وترك الأولاد ببيت البوقيري، وحبس البطيني عند ابن قنيد، وكذا فتاه بدر البهائي الملقب فتوتة.

ثم لما كان بعد المغرب أو العشاء، حضر ابن قنيد إلى بيت بهاء الدين، وأخرج النسوان، وذهب ببنات القاضي الثلاثة.

ثم في صبيحتها، حضر البوقيري إلى بيت القاضي، وسمر بعض الخوخ (١) والباب الذي من حارة قريش، وكان هذا الأمر فظيعا، وشق على الخيرين من الناس، ولا قوة إلا بالله، والله يفرج عنا وعنهم وعن المكروبين بجاه سيد الأولين والأخرين (٢).

ثم كتب للشريف محضر، وفيه أن السيد الشريف محمد بن بركات والقاضي الشافعي برهان الدين بن ظهيرة كانا شيئا واحدا، ثم السيد بركات والقاضي أبو السعود كذلك، ثم إن العسكر صاروا ينقلون للسيد بركات عن القاضي أشياء، وهو يكذبها إلى أن اتفق في الموسم، مما أتفق، ثم لما وصل بعد الموسم السيد بركات، وهرب السيد هزاع، أراد السيد بركات يتجهز لزبيد، فصار القاضي يفخذه (٣)، ويقول له: نيتهم مع جازان الصلح، وصار يكاتب جازان ويرسل له بالثياب والحلوى والأوراق، ثم أرسل له السيد بركات ولأمه، فاعتذر، وقال: إنهم واصلون، وأنني أريد أظهر ولدي، وإذا أظهرته يجيء جازان بلا شك، فظهره فلم يصل، ثم جاء السيد هزاع، ومعه أخواه جازان، وحميضة، وزبيد وصاحب ينبع وعسكره، وبنو


(١) الخوخ: لفظ عربي بمعنى الباب الصغير ضمن باب كبير، إذا مر منه الإنسان طأطأ رأسه، أو باب خلفي صغير، أو باب صغير بين بابين. محمد أحمد دهمان: معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٧٠.
(٢) بسبب مساعدة قاضي قضاة مكة الشافعي أبي السعود إبراهيم بن ظهيرة لجازان في توليته أمر مكة بدلا من أخيه بركات. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١١٥.
(٣) يفخذه: أي يسكته ويمنعه. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٦٧٦.