ولما دخل معه أيضا ملحم والصابوني، وهما من جماعة الزيني بركات وصلا من جدة، ووصل الأول ومعه سبعة آلاف دينار، والثاني ثلاثة آلاف كلها من تعلقات (١) الزيني بركات كذا يقال، وتوجه لبيته، ولم يطف ولا قريء له مرسوم، وأمر المنادي، فنادى بالأمان لأهل البلد، وجميع العربان وسعى بعضهم، والله يؤمن المسلمين في أوطانهم.
وأرسل لجدة لإبن العيني النوري الوفائي الناظر، والمباشر القباني والكراني، ورسم على ابن العيني أياما، إلى أن عملت مصلحته، يقال أن الذي بقي من جهته من العشور سبعة عشر ألف، واستمر في الترسيم إلى آخر الشهر أياما، وبقي الباقون أياما بمكة، وتوجهوا لجدة، وتوجه معهم مباشر ابن العيني خالص المغربي، ليصل بالمال فوصل به.
وفي ليلة الجمعة، خامس عشر الشهر، جيء إلى مكة بأبي اليمن بن ابي الطيب القنبشي، وقد مات في أثناء طريق جدة، وأدخل إلى بيته وجهز، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند والده، وخلف ولدين ذكرا وأنثى، ويقال إنه جعل وصيه قاضي القضاة المالكي، وجعل له خمسون دينارا، وأخذ الشريف جازان من تركته خمسمائة دينار بيع فيها جملة من تركته.
وتوجه السيد جازان لجدة، وأقام بها يوما واحدا، وعاد لمكة، ولم يحدث بها شيئا، ونادى بالأمان والإطمئنان.
وسافر في هذا الشهر غالب المراكب.
(١) التعلقات هي: كل متاع من مال صامت أو ناطق. محمد عمارة: قاموس المصطلحات الاقتصادية في الحضارة الإسلامية، ص ٣٨٧.