للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحمار وجاريتين، ثم حرقوا بعض النخيل، واخذوا جميع ما وجدوه في الأشجار، من الموز والليم والليمون، وحصدوا جميع حبهم، وكان قد إستوى، فلما رأوا ذلك ترك إلى الشريف شيخ غاترة ابن القصقوص، وهم الذين عندهم الشريف الرافعي، وصالح الشريف على أن يسلم لهم الرافعي وولده، فسلمهما لهم، فسمع بناته فنزل، شيخهم ابن ملاك وصالح أيضا، وعاد الشريف وعسكره، ومعهم الرافعي، وابن ابنه.

ودخل مكة صبح السبت، وحبس الرافعي في مخزن في بيت أخي ملحم، وأطلق ابن ابنه بعد توكيله ببيع ماله، وهم يصممون على خمسة الاف، ويفعل الله في ملكه ما يشاء.

ثم باع أشياء من ماله، وهي مياه وأرض لعلها بنحو الربع، ثم تردد هو للقاضي المالكي، ويقال إنه خشب عليه، بل وعصر على بيضه، وباع غالب أمواله بأبخس ثمن، ولم يصل إلى ثلاثة الاف، أمر لها، ومسك بعده جمع كثير منهم أبو البقا بن العفيف بن أبي الفضل ابن ظهيرة، وأخذ منه ألف وثمانمائة دينار (١).

وفي يوم الأحد، سادس عشري الشهر، ماتت خديجة (٢) بنت محب الدين محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الرضى إبراهيم الطبري، وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها.


(١) إن هذه الغرامات التي أحدثها جازان تستهدف القضاء على العناصر المناوئه له. ريتشارد مورتيل: الأحوال السياسية والاقتصادية بمكة في العصر المملوكي، ص ١٦٦.
(٢) خديجة ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أم الخير الطبرية المكية، أمها أم الحسين ابنة محمد بن أبي بكر المرشدي، ولدت بمكة في مستهل رمضان سنة ٨٤٩ هـ، وماتت في يوم الأحد سادس عشري جمادى -