للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطاهر بحداء، ونخل الشيخ عبد المعطي، واشتراه عليهم بنحو ألف وخمسمائة، وما يقاربها ستمائة وشيء، وباعوا غير ذلك من الدور بجدة، ومكة وبعض البهار، وأخذوا من محمود خمسمائة غير الرسم وغيره، ومن ملخحا مائتين فأكثر، وأنعم ابن الشيخ علي بألف دينار بعد التضييق عليه بالخشب، فما رضيوا، وخرج في إعطائها، وأخذ واختفى كثيرا من التجار، بل هرب وترك أهله، والناس في أمر مريج، والله يلطف بهم.

والقائم بأعباء ذلك كله ملحم، ومسعفه مفتاح البطيني، وعاد ابن عنقا من نخله، ولم يواجه الرافعي وأغلظ له أهلها.

ثم جاء بعض العربان، إلى المستقين بأبيار العسلات (١)، وشوشوا على بعض المستقين، ضربوه بالسيف على كتفه، ثم على غيره،

وضربوا عرقوب (٢) جمله، وحمل على العتالين إلى مكة، ثم نحر ثاني يوم، فتشوش الشريف جازان لذلك، وخرج هو وغالب عسكره إلى نخلة، ورأى عربا فوق الجبال بقرب مكة، فنادى عليهم، فأرسل لهم في أخذ مكة منهم وجها ثلاثة أيام فأعطوهم ذلك، وطلبوا العشاء فاشتروا لهم زادا، وغرموا لهم شيئا، الجملة بعشرين دينارا كذا يقال، ثم سمعنا إنما أعطوهم ثمانية اشرفية.

ثم الله يصنع في ملكه ما يشاء، وأزداد سعر الحب، وبالله المستعان.

وإذا وصل إليهم، جاءه أملاك شيخ يثانيه، ولم يقع بينهم إتفاق، ثم دخل البلاد وطلع بعضهم إلى الجبل، فوجدوا بعض ما عجزوا عنه، من الزاد وبعض بقر


(١) يبدو أنها قريبة من مكة، ولم يعثر على منطقة بهذا الاسم.
(٢) العرقوب: من الدابة ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٥٩٦.