للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت، ثامن الشهر، خرج الشريف الجازاني إلى العقيشية (١)، وبات بها، وجميع العسكر إلا القليل.

وفي ثانيه تكامل خروجهم.

وظهر في هذا اليوم، جمع كثير من العربان من هذيل، وغيرهم، على رؤوس الجبال بالمعلاة وطرقاتها، وأخذوا بعض العبيد، وحمر الروية (٢)، وغزوا بعض الناس، فاجتمع الأميران الباش والمحتسب بالمسجد، وطلبا القاضيين الحنفي، والمالكي، والحاكم أحمد بن ريحان الحبشي، ثم القائد ملحم بن مفتاح المغربي، وتكلموا في شأن هؤلاء، وإنهم يخشى منهم، فقال ملحم: يعسّ الناس الحاكم وأهل مكة في الليل، فاجتمعوا في الليل، فخرج العربان في الليل أيضا، وصاحوا وأشلوا على صاحب مكة وغيره، وما قدر العسس يضرب منهم لكثرتهم.

وفي صبح يوم الإثنين، عاشر الشهر، خرجوا أيضا على الجبال وعلى جبل أبي قبيس، بل ونزلوا بشعب عامر وبالنقعة، ودخلوا بيت القاضي/أبي البركات بن ظهيرة، والذي فيه شبيكة بالمعلاة، وأخذوا منه حمل تمر، وحملين لبانة في ثيابهم، ويقال أن ذلك لمفتاح البطيني، ولحق الموالى آخرهم فضربه بالسيف فلم يضره، وجاء الحاكم للباش فخرج هو والمحتسب، وعرار والحاكم، والموالي وبعض الترك إلى المعلاة، وقالوا: ما لنا شغل عند أحد، ثم طلع هو والحاكم ووقع الوفاق على حمول، ثم يردونها للعربان، ويكفون الناس شرهم اليوم.


(١) لعلها العكيشية: وهي بلاد أسفل مكة، وهي على سبعة أكيال من أول طريق مكة - اليمن المار بالخبت. وهي اليوم مزارع عثرية إلى الجنوب الغربي من مكة. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٦/ ١٥٣. عاتق البلادي: بين مكة واليمن، ص ١٣ - ٣٦١.
(٢) حمر الروية: هي الحمر التي تنقل الماء للاستقاء به. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٣٨٤.