للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الليلة الآتية، طلب الحاكم بالخصوص وجه له، فأعطاه ابن حجة، فطلبه من غيره فأجابه، فأعطاهم التمر وهو حمل وحملان، وقال ابن حجة وهو مقدم العربان:

وأخذوا لهم على ذمتي أربعة حمول أو خمسة، فأخذت وأعطيت لهم.

ولما قرب الظهر جاء مفتاح البطيني، وأنكر عليهم، وأعطى التمر، والمتقدم في ذلك الحاكم أحمد بن ريحان، فإن الباش ما رضي يدخل في ذلك، وقال البطيني: أمر الشريف جازان بخروج الأميرين والترك وأهل مكة لهؤلاء العرب، ومن لا يخرج يشنق.

ثم سمع الشريف جازان، وهو بالعقيشة، أن الشريف بركات توجه لجهة عرفة على قصد دخول مكة من أعلاها، فأعاد الشريف جازان عسكره إلى مكة بعد الظهر، واستقبل وادي منى، فصادفهم الشريف بركات بعسكره عند سبيل [الزمازمة] (١) وهو بالرصف المشهور نصف طريق منى، بين سبيل جان بك وسبيل الكواز، فلما تلاقى العسكران وتقابلا، لم يثبت عسكر الشريف بركات، بل ولم يصادم، وانقلبوا راجعين بعضهم وفيهم الشريف بركات إلى منى، ثم إلى مزدلفة، ثم جهة الأراك، وأتبعهم جماعة وفيهم ظاهر بن قيماز، وعادوا عنهم بعد أن أوصلوهم إلى مزدلفة، وبعض العسكر، توجه إلى جهة حداء والثقبة، ولم يتبعوا، وقتل في عسكر الشريف بركات جماعة أكثر من عشرة، منهم بدر هجين ولحاق ومحمد بن خرص بن جماز الحميضي، وحتايت بن سيف بن شكر ملحوق، وربيع وأخوه مولدان لإبراهيم بن


(١) وردت في الأصول "الزمامزة"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٥ وهو السبيل الذي أنشأه موسى بن عبد السلام الزمزمي في طريق منى، وسبل فيه الماء أيام التشريق. عمر بن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٢٤٥.