وفي ليلة السبت، سادس عشر الشهر، وصل الشريف يحي بن سبع، والقاصد، وهو أمير أخور السلطان، واسمه جلال الدين بن جوشن، ومعه إثنان بصفته، والقاضي زين الدين المحتسب.
وفي نهاره وصل أبو دنقر من عند أستاذه برد الجواب، وما عرفنا ما رد به الجواب، وفيه أيضا مسك ابن قنيد شخصا يقال له الرحبي، يحشر في الكبار، وجعل عليه ثمانين دينارا، خمسين للشريف وعشرين لملحم وعشرة له، وأطلقه وضمنه في ذلك ابن فريوات وخادم الشيخ سويدان، وسمعت أنه اشتكى على ابن سبع، فقال:
البلاد بلادهم، وعلى القاصد وقال: لو كان الشريف هنا كلمته، وأما هذا فما أكلمه، والله أعلم بحقيقته، ثم بعد ذلك تكلم له حتى أعفي.
وفي ثانيه نودي بالزينة فزينت البلد.
وفي ليلة الخميس، ثامن عشر الشهر، وصل الشريف جازان، ومعه جماعة قاتلون.
وفي صبح يوم الجمعة، تاسع عشر الشهر، اجتمع السيد جازان، والقاضيان الحنفي، والمالكي، والشريف يحي بن سبع، وباش المماليك السلطانية، والمحتسب أبو يزيد الغوري والقاصد جلال الدين بن جوشن بالحطيم، تحت زمزم، وقريء مرسوم للشريف جازان، قرأه الزيني عبد الرؤوف بن الشمس محمد بن قاسم، وتاريخه ثامن عشرة ربيع الثاني، ولبس الشريف جازان خلعة على العادة متمر (١)، وطرز على رأسه
(١) المتمر: هو الحرير الأطلس المبرقش بزخارف من الخطوط المتموجة. ماير: الملابس المملوكية، ص ٢٧.