للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحياصة (١)، وألبس القاصد أيضا خلعة بطرز، ومضمون المرسوم، إنه بلغنا ما فعل بالحجاج وساءنا ذلك، وجهزنا عسكرا باشهم الأمير الكبير، ثم جاءنا أوراق الأمير الكبير تنبك الجمالي أو الشهابي بن العيني، والأميران باش المماليك السلطانية، والمحتسب أبو يزيد، وأنك لم تلق بركات بمكة، وإنك مقيم لحفظها، فتركنا الأمران، وفيه الأرعاد والإبراق والمبالغة في الحط على مالك بن رومي الزبيدي خال الشريف جازان، والشكر من يحي بن سبع صاحب ينبع، لكون غالب الحاج وصل، وهو يشكر من يحي بن سبع صاحب ينبع، أنه رد لهم كثيرا مما أخذ منهم، وانك تسلم مائة ألف دينار وهي ما يجيء دية المماليك، ولا بعض مال الحاج، وأن ستة من الشاميين كان لهم مع الحاج تسعون ألف دينار، وبالغوا في ذلك وفي تسليم المبلغ، وطاف الشريف بالخلعة، ودعا له الريس علي بن عبد الله على ظلة زمزم، ثم ركب من باب الصفا هو والقاصد على يمينه والمحتسب على شماله والباش على يمين القاصد، ووصل إلى المدعى ودعا وعاد إلى بيته، وسلم الناس عليه به.

وفي يوم الأحد، حادي عشري الشهر، ماتت البنت زاهرة بنت العتال موسي المصري، فتاتنا [تركت ببيتنا] (٢)، وربيناها مع الأولاد وأرضعتها أم الأولاد، وصلي عليها بعد العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند تربتنا بقبر أم ولدي العم أبي بكر هما عبد الرحمن، وأبو القاسم، واسمها خديجة الكاليكوتية.

وفي آخر ثاني تاريخه، توجه الشريف جازان بعسكره لليمن.


(١) الحياصة: حزام كان يتقلده العسكريون في العصريين الأيوبي والمملوكي، أو نطاق يشد به الوسط، كان يتخذ إما من الذهب، أو الفضة المطلية بالذهب. محمد قنديل: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ١١٢. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٥٣.
(٢) وردت في الأصول "تركتيت"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.