للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخاسرين، وجاءهم وهم هناك ملحم في خمسة خيالة، فأشار عليهم بالرجوع وقت الضحى العالي إلى الزاهر الكبير عند الجوخي ورووا واستراحوا، ودفن ابن عم حرشان، ويقال بل دفن عند بركة الماجن، وغار منهم الشريف، ويقال إن ذلك غيره، وعاد منهم إلى الشريف بركات بعض العبيد، والرماة وبساط بن عنقا، ثم دخلوا إلى بير شميسي، ونزلوا عندها، وأمتدوا إلى شاقة القصر (٣)، وأوعدهم ملحم أنه يحصل لهم نفقة شهر، ويعودون بعد ثلاثة أيام إلى الزاهر، وتوجه لجدة لذلك، وارسلوا مستفزعا لينبع (٤)، فجاءهم في عسكر كثير كما سيأتي.

وعاد الشريف بركات إلى بيته بعد العصر، وأرسل بعض العسكر إلى المعلاة، فعادوا معه لما سمع بتوجه أولئك في ركبة عظيمة، وعسكر كثير العربان، وأهل مكة على صنيعهم وصبرهم، واستمر كل ليلة يبيت هو والباش والترك والقواسة وغيرهم، بالشبيكة والمسفلة والعسس عمال، وأصلح باب الشبيكة، وسوره، وعمل له باب أخذ من منى من بيت القاضي الشافعي، وحفر خندق بالمعلاة محاذي وسط البركة ومن جنبها إلى الجبل، وعمل في جهة شعب عامر رضم بالحجارة، حجارة ابن العيني


= *١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(*٢) وردت الكلمة في الأصل مطموسة، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) شاقة القصر: المراد به قصر ابن عامر، وهو من نواحي مكة، والشاقة: مجرى السيل. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٤/ ٣٥٥. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٥/ ٩، ٧/ ١٣٤.
(٤) الشريف هجان بن هويمل الإبراهيمي. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٠.