للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مراكب السيد بركات أخذت بينبع، وهرب إثنان ممن أقتلعهما، وسلما وأخذت خيلهما، وقتل زبيدي خيال معري، ثم [غرر] (١) المحتسب بنفسه، لأجل [اغرار] (٢) الوالي بمكة، دغيم له عبدا كان للطاهر، أقامه الشريف جازان، ونفاه الشريف بركات، قال له: عليهم، وسار معه في ركابه، إلا أنه أبعد، فضرب رجل فرسه وهو من المشاة، فقال لجماعة جازان: دونكم فقتل، وأخذ درعه وخوذته، وهرب دغيم إلى الشريف جازان، وصارت خيل الشريف جازان تكر ولا يلقون مجالا، فيغيرون على الرجالة الذين بخلف الجبل، وهم عربان وهم مشاة أهل مكة، قعود كثير منهم ومن خيلهم، وقتل منهم ممن عرف المذكوران المتقدمان، ومبارك الثمالي (٣) ابن عم حرشان الإبراهيميان الحليفان، وحمل هذا وهو ميت، ودفن بالجوخي، وبقي الأخران مرميان بالمعركة، وهما مكشوفان، وقتل من أهل مكة شريف صيقل (٤) /مصري، وصاب بعض أهل مكة، وخيلهم نشاب، [والأصابة] (٥) فيهم أكثر، وكذا القتل فيهم وفي خيلهم، وصار هو وأخوه حميضة يكرون على المشاة المرة بعد الأخرى، فيردونهم ردا فاحشا، وتشوش الترك لكون الشريف لم يخرج هو وجماعته لهم.

وصار الشريف جازان وجماعته يتكسكسون إلى [أن] (*١) وصلوا بركة الماجن، فناوشوا العرب الذين بلحف الجبل هناك، فلم [يصلوا] (*٢) منهم لشيء، بل كانوا هم


(١) وردت في الأصول "غر"، وما أثبتناه هو الصواب من العز بن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٩.
(٢) وردت في الأصول "غرار" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٩.
(٣) الثمالي: بضم الثاء المثلثة وفتح الميم في آخرها اللام - هذه النسبة إلى ثمالة، وهو بطن من الأزد، ولا زالت منهم قبيلة الآن تسكن جنوب الطائف. ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ١/ ١٦٥.
(٤) صيقل: أي صقال يجلو السيوف ويصقلها. ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ٢/ ٥٩.
(٥) وردت في الأصل "الإصبابه" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.