للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا لبس درعه وخوذته من المسجد الحرام وكانت الخيل ملبسة [بتجافيفها] (١) بباب المسجد، وألبس العسكر والأمير والترك، وخرجوا والقواسة والعرب وأهل البلد كلهم إلى ظاهرها، فلم يروا إلا خيرا، فعادوا وخطب الخطيب خطبة لطيفة، حضرها كثير من الناس.

وصار عربان مكة، يغيرون في كثير من الليالي، على إبل الشريف جازان وجماعته، ويأتون بثنتين وثلاث، وقالوا: لو أردنا القتل فيهم قتلنا، بل وأخذوا بعض الخيل، وجاءوا [بها] (٢) [وباعوها] (٣).

وفي هذا اليوم، جاءوا بفرس وقالوا إنهم عقروا إثنتين.

وفي هذا اليوم أيضا، مات الشريف عبد اللطيف بن أبي الخير بن عبد اللطيف بن أبي السرور الفاسي، وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وعند سلفه، وخلف صبيا وبنتين من قريبته فاطمة بنت قاضي القضاة المحيوي عبد القادر الفاسي الحنبلي.

وفي يوم الخميس، خامس عشر الشهر، أو اليوم الذي قبله، وصل الخبر بوصول موسى بن بركوت نائب الشريف بركات بالقنفدة إلى جدة في جلاب ثلاثة من القنفدة، فيها مقاتلة وقواسة ومدافع وغيرها ومعه جلاب كثيرة، فلقي بالقرب


(١) وردت في الأصول "تجافينها"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣١. والتجفاف: ما يحل به الفرس من سلاح وآلة يقيانه الجراح في الحرب. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٢٧.
(٢) وردت في الأصول "بهم"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "وباعوهم"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.