كثرتهم، وكثرة جمالهم وتعلقهم، وقصدوا جهة الشام ومعهم ابن القاصد جلال الدين، فإنهما مظهران للشريف جازان الصحبة، وأنهما يخبران أمير الحاج بما فيه تشيد جازان، وأن ما يصلح للبلاد إلا هو قالوا لجبل صبح، ونزلوا بالجموم وجلسوا بها يوم الجمعة إلى الظهر أو بعده، وتوجهوا إلى طرف البرقا وجلسوا به فعجنوا وأوقدوا نيرانهم.
فجاءهم وقت العشاء مرحل بأوراق فقرأوها فأضطربوا وأمروا بالرحيل ولم يطعموا شيئا، ولا يجلس عنهم بعض العبيد وغيرهم، بل ويقال وبعض النساء وحمر أهل الوادي لعجزها، وكثر بمكة القيل والقال، ولم يتحقق شيئا، وتخلف عن جازان واحدا من قواسته، فمسكه الترك وأشبعوه ضربا وغيره، ونهبوا بيته وأرادوا قتله، فخلصه منهم القاصد جلال الدين وكان صارت له حركة في أيام جازان هذه الأخيرة/وتكلم في الحسبة وغيرها.
وفي ليلة الجمعة ثاني عشري الشهر، وصل مشهون بن عجل النموي لمكة، واجتمع في صباحها بالقاصد جلال الدين، ولم يخطب الخطيب على المنبر لأحد من الشريفين، وسافر من يومه إلى الشرق ليأتي بالعرب والخيل لأجل العرضة.
ثم في ليلة السبت ثانيه، وصل أيضا أخوه عرار بن عجل، ومعه الأمير بكتمر وغيره، وقصدوا بيت الشيخ إبراهيم (١) بن مطير وأخذوا منه قماش ملحم، ويقال إنهم نهبوا بيته بعد ذلك، ورد كثير من ذلك.
(١) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى الحكمي اليماني ثم الخيفي ويعرف بابن مطير، مات في المحرم سنة ٨٨٠ هـ بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ١٢٥.