للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المزاد، ووصل معه بورقتين أو أكثر، واحدة من الأمير الكبير وواحدة من هجار بن دراج، وسمعت من القاصد ليلا أنهم دخلوا ينبع اليوم الحادي والعشرين، وأن هجار ولي ينبع من السلطان (١) ولبس [الخلعة] (٢)، وأن يحي بن سبع بالضيعة قريب ينبع وعنده جازان، ولم يبق أحد بينبع، وأنهم وجدوا بها دروعا، وزانات، ونهبوها، وأراد الترك قتالهم فأبى أمير التجريدة وقال: يحج أولاده، وأن الرسل بينهم، وأنه هو توجه عن الحجاج يوم الخامس والعشرين، وأن زبيد بالقرب من رابغ، وأن في نية أمير كبير الإقامة بالحجاز حولا، والله أعلم بما يكون.

وفي يومها أرسل الشريف للقاضيين والخطيب والفقهاء والتجار فحضر منهم جمع، فأخرج ورقة أمير كبير إليه وقرئت، ومضمونها: إن نحن وصلنا ومعنا عسكر كثير، وأرسل يحي بن سبع من حين خرجنا يصل إلينا وهو يقول إنه طائع لله والسلطنة، ثم جاءنا ولده من الحوراء وسمعت إنه جمع عسكرا/كثيرا، فعرفنا أن هذا شيطنة، وأنك تستعد وتجمع العساكر، ونحن إذا خرجنا من ينبع أرسلنا لكم قاصدا، من بدر أو رابغ إن كانت الطريق طيبة، ويطيب خاطره كثيرا (٣).

وفي يوم الإثنين، ثالث الحجة، وصل بعض الأتراك الحجاج إلى الشريف بركات وأخبروه بوصول الأمير الكبير (*١)، وسكن عند بعض أصحابه، وأرسل له الشريف بركات طعاما وحلوى وغير ذلك.


(١) السلطان: هو الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٠. ابن طولون: مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ١/ ٢٦٦، ٢٥٩.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٤ لسياق المعنى.
(٣) ويطيب خاطر الشريف. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٤.