للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن العرضة يوم الأربعاء خامس الشهر، فأرسل الشريف بركات إخوانه وعنقا بملاقاه للأمير الكبير (٢)، وفيها الحلوى، والموز، والبطيخ، وهو شيء كثير، بل يقال إنهم صاروا كلما لاقوا تركا أجلسوهم وأطعموهم.

ثم ذهب الشريف بركات إلى الوادي ولاقاه ملاقاة حسنة، ومد له الأمير غداء، ولم يتحقق ما أتفق بينبع إلا بعد مجيئه.

ثم تتابع المماليك ثاني يوم والليلة التي تليها.

وفي ليلة الأربعاء خامس الشهر وصل أمير الأول أحد المقدمين [أنسباي] (٣) - (٤)، وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر.

وفي صبيحتها، خرج الشريف وإخوته وعسكره للقاء الأمير الكبير، قيت الرجبي مقدم العسكر على العادة، فألبس الشريف خلعته على العادة وألبس الشريف قايتباي الخلعة الثانية بإشارة أخيه، وألبس إخوته الآخرين كل واحد صوفا، ويقال إن راجح تشوش الذي ما كانت الخلعة الثانية له، فأظهر التشويش، وألبس القاضيين الحنفي والمالكي صوفا صوفا، والباش الجديد الخلعة وهو بكبيه، ومعه الحسبة والنظر على المسجد والأيتام والنياب والأوقاف، ودخلوا مكة في أبهة عظمية، وسر الناس


= *١) الأمير الكبير: هو قيت الرجبي، أمير المحمل، مقدم العساكر. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٥.
(٢) يراد بالملاقاة هنا ما يقدم من مستلزمات الضيافة. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٥ حاشية رقم (٢).
(٣) وردت في الأصول "أنس"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٥.
(٤) أنسباي بن ولي الدين، أمير ركب الحجاج الأول في عام ٩٠٨ هـ، وأمير ركب المحمل في سنة ٩٠٩ هـ، وهو أحد المقدمين. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٥٣.