للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك إلى أن دخلوا مكة، ووصلوا إلى المدرسة الأشرفية القايتبائية، ونوى الأمير الغدر بالشريف وجماعته، بل كانوا نووا ذلك قبل هذا، ولم يتبين إلا بعد، فأمر هو وإخوته بالدخول إلى المدرسة فدخلوها، بل وجاءوا بعنقا من بعيد على [عجل] (١)، إلى أن أدخل المدرسة الأشرفية ومعه القاضيان، فخلع الشريف وإخوته ما عليهم من الخلع، وفازوا بقية إخوة الشريف وولده بالهرب إلى جهة اليمن، ووضعوا الباشات والجنازير في عنق الشريف وإخوته قايتباي، وشرف الدين رميثة، وفي عنق مشهون بن عجل النموي بن [أختهم] (٢) حزيمة بنت محمد بن بركات، وفي عنق الشريف عنقا بن وبير، وفي عنق علي بن ريحان الحسني، ومسعود فتى فارس بن شامان (٣)، وأمر القاضيان بالبروز، فبرزوا وتوجهوا بالمذكورين إلى خلوة برباط السلطان الأشرف قايتباي علوية، ثم نزلوا بهم إلى المجمع السفلي ووضعوا بأرجلهم القيود، وجعلوا السيد بركات وأخاه قايتباي جميعا، وبقية الأشراف جميعا، والعبيد جميعا، ثم جعلوا كل واحد وحده، ومعه مملوك مشبوك في الجنزير، وقيدوا كل واحد وحده، ثم جعلوا بدل كل مملوك منوي، وأرسل شرف الدين ورميثة إلى عند أمير أول بالمدرسة الكلبرقية بباب الصفا، وفتش لأخوة الشريف الباقين، فلم يجدوهم، وتوجهوا لبيت السيد بركات فنهبوه ونهبوا بعض البيوت، وأخذوا خيل المذكورين، وخيل بعض العسكر، فإنهم لما أحسوا بذلك نزلوا عن خيلهم، ودخلوا المسجد فأخذوها، فكانت


(١) وردت في الأصول "وجه بشع" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٦.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٦ لسياق المعنى.
(٣) فانقلب سرور المسلمين حزنا، وتعجب الناس من هذا الصنيع، لكون الطائع يقبض عليه والعاصي لا يكلم - فسبحان الفعال لما يريد. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٤٦.