للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأربعمائة وخمس وسبعين (١)، فاختارت زوجة القاضي الحنفي الدار التي إلى جانب بيت زوجها، وهي المقصود بالذات وكانت قومت بمائتين وخمسين أشرفيا، فاستأجرته منهم خمسين سنة فقاصصتهم (٢) بحصتها، وكملت لهم الباقي، وكذلك هن استأجرن منها خمسين سنة، وثبت هذا على القاضي الحنفي، وأرادوا تنفيذه على الشافعي فامتنع، فأراد هجرانه أيضا، فتكلم معهما الباش حتى مشيا معه في طلوع الجبل إلى أن خرجا من المسجد، وعادا قبل وصول الصفا.

وفي ليلة الأحد، عاشر الشهر، مات الإمام أبو السعادات بن محمد الطبري إمام مقام الحنبلي، وصلي عليه بعد صلاة الصبح خلف المقام المذكور، ونادى مؤذن زمزم بالصلاة على الشيخ الإمام العالم العلامة أبي السعادات، إمام هذا المقام، فوق ظلة زمزم، ودفن بالمعلاة بقبر والده.

وفي صبح يوم الثلاثاء، ثاني عشر الشهر، وجد بدوي مذبوح بالبركة التي عند باب إبراهيم التي يصلي عليها القاضي شرف الدين الرافعي، ولم يؤخذ شيء من ثيابه، بل وجد في وسطه بعض محلقات دون الأشرفي فجهز ودفن، وذبحه من مقدمه، ويظن بقاتله ممن له عليه دم (٣) والله أعلم.


(١) إن في ذلك وهم وخطأ في ثمن العقارات، أو في نصيب كل بنت لأن المبلغ لا يتناسب مع - نصيب كل بنت.
(٢) المقاصاه: المباعدة، ويقال: قاصاه: أي فاخره أيهما أمضى من العيب، أي أبعده. الحميري: شمس العلوم ٨/ ٥٥٢٤.
(٣) يبدو أن السبب في القتل كان لعداوة قديمة بينه وبين من قتله كما يتضح من النص.