للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر هذا اليوم، نهبت قافلة جدة بجمالها عند الجريين المهللين قبل الوصول إلى الحصن، وكان في القافلة عيال الشيخ أبي القسم (١) بن مطير ومحمد (٢) بن الصديق بن قديح، وتوصل الباش لحداء مشاة، وعاد أهل الجمال بعض الجمالين، فوجد بعض شيء تركه القوم.

وفي عصر يوم الأربعاء، ثالث عشر الشهر، وصل إلى مكة نيل عبد جازان من عند الشريف حميضة، بأوراق من سيده لعلي بن سلطان وللباش، وللمملوك معه، يقال له طقتمش وفيها الأمر بقتله، فبدأ بعلي بن سلطان فلما قرأ ورقته توجه للباش، فقرأ كتابه وأمره بالتوجه بورقة طقتمش إليه، وكان ساكنا بإحدى قاعات كاتب السر بن مزهر التي عند باب العمرة، وأرسل الباش من سبقه إليه ليأمره بإمساكه، فتوجه إليه، وأعطاه الكتاب، وأخذ منه جنبيته لفتح الورقة بها، وأرسل له الأمير مماليك والمقدم معه الزنجير والزند (٣)، فما دخل واستقر، إلا وهم معه، فمسك ووضع في الزنجير والزند، وتوجه به إلى الحبس فحبس، وجعل في يده خشبة، وأراد الأمير مكاتبة سيده في الشفاعة له، فسمع يزبك النصراني فأتى الأمير وقال له: إن لم تقتله


(١) أبو القسم بن أبي الفتح بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير بن علي بن عثمان الحكمي اليماني، ويعرف كسلفه بابن مطير، ولد في سنة ٨٣٦ هـ، ولقيه السخاوي بمكة في سنة ٨٩٤ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ١٣٧.
(٢) محمد بن صديق بن قديح المصري، نزيل جدة ومكة، ممن سمع من السخاوي بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٢٧٢.
(٣) الزند: هو العود الذي تقدح به النار وهو الأعلى الذي يضرب به، والزندة السفلى فيها ثقب وهي الأنثى فإذا اجتمعا قيل زندان، فأرسيته زند وهو العود الأعلى، وأما الزندة السفلى فتسمى "بزند" وزند بالفارسية يطلق أيضا على المقداح. السيد ادي شير: الألفاظ الفارسية المعربة، ص ٨٠.