للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كسرنا الحبس وقتلناه، فقال له: خذوه واقتلوه، فأخذه هو وغيره من الأتراك، فقتله بعد مغرب ليلة الخميس رابع عشر الشهر، وتوجهوا به من سوق الليل، على ظن أنهم يشنقوه بدرب المعلاة، فلما جادوا شعب عامر دخلوا به الشعب، وصار يقول:

إشهدوا أن ما غريمي إلا علي بن سلطان، وأراد الأتراك ربطه إلى خشبة، ويرمونه بالنشاب، فدخل عليهم ألا يعذبوه ويقتلوه فوسطه يزبك النصراني في ضربتين فرمي هناك، فأصبح وقد أكلت منه الكلاب ذكره ومحاشمه (١) وبعض لحم من فخذيه، وجاء بعض الناس، وأجلس وسطه الأعلى، وجعل في فمه مسواكا، فانفعل الناس لرؤيته، يتفرجون عليه ويسبونه ويلعنونه ويتشفعون [فيه] (٢) إلى أن وقعت فيه الشفاعة، فحفرت له حفرة بموضعه ورمي فيها، وذلك وقت الغداء من يومه.

وفي ليلة الجمعة، النصف من شعبان، وقع بالمسجد جفلة عظيمة، قيل أن مالك بن رومي جمع عسكرا ودخل مكة لنهبها، فهرب الناس والنساء إلا القليل منهم، وتركوا بسطهم وسجاجيدهم وغير ذلك، فسمع الأتراك، فجاءوا إلى المسجد بأسلحتهم، فلم يروا إلا خيرا فعادوا لبيوتهم، واستراح المسجد من النساء لكنهم/ عادوا له آخر الليل، إلى أن صلوا الصبح.

وفي صبح يوم الجمعة، ثاني عشري الشهر، خرج الأميران باش المماليك وشاهين الجمالي بنية السفر لمصر بسبب كلام، سمعناه من بعض الأتراك، فسمع بذلك أعيانهم فخرجوا في أثرهما، وأدركوهما فدخلوا عليهما حتى عادوا، وأدركا صلاة الجمعة، وجاءوا لهما بالمتكلمين فحلفوا، واعتذروا واستغفروا.


(١) المحاشم: هي الأعضاء التناسلية مثل الذكر والخصية وما يحيط بهما.
(٢) وردت في الأصل "به" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.