للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم الإثنين، سادس عشر الشهر، أو صبح ثانيه، وصل مالك بن رومي بعسكر كثير إلى البحرة، ونهب جميع الفريق الذي بها، وأخذ ولدين للشريف حميضة من غير بيته، وأراد أخذ بيته فامتنعت، [وتوجهت] (١) معه أخته زينة والدة الجازاني، ثم عاد مالك إلى بلده.

وكان الشريف حميضة بالفريق، فهرب لما راءاهم أكثر من عربه، ثم أرسل بساط بن عنقا للباش أن يرسل له مماليك ليتبع مالك، فأرسل له بعض مماليك في صبح يوم الثلاثاء مع بساط، فوجدوا الشريف حميضة بحداء قد جمع بعض أهل الأودية وهم نزر يسير، فطلب الأتراك منه التوجه فاعتذر بفواتهم، وقالوا: إنما هو إلا خوفا على أولاده، إذا لحقوهم يقتلوا ولديه ويرمونهما له، وتوجه بالمماليك إلى جدة (٢)، فخاف الباش على المماليك، فأرسل لهم دواداره بورقة على أنهم يجيئون لمكة، ومعهم الشريف حميضة، فامتنع الشريف حميضة وخاف، فالتزم له المملوك خشقدم الذي قتل أخاه أنه ما يصيبه إلا خيرا، فتوجهوا لمكة، ووصلوها في صبح يوم الجمعة عشري الشهر بعد طلوع الشمس بساعة يسيرة، فدخل الشريف حميضة على الأمير وسلم عليه، فأكرمه ولاقاه ملاقاة حسنة، وجلس عنده ساعة، فألبسه خلعة وأمره أن يركب فرسه، ويصعد إلى المدعى فامتثل، ووجد المغاني بالباب فمشوا قدامه، وكذا بعض أهل مكة وبعض الأتراك، وفيهم خشقدم المذكور إلى المدعى، ونزل بمدرسة والده على المسجد، وخلع الخلعة وألبسها لخشقدم، وأمره بركوب فرسه إلى بيته ففعل، ومشى قدامه المغاني وبعض بني حسن، فحلف على بني حسن عند بيت إبراهيم


(١) وردت في الأصول "توجه"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) من خلال النص يتضح أن الشريف حميضة لم يخض قتالا مع مالك بن رومي لكثرة عسكره مقارنة بعسكر حميضة وخوفه على أولاده من القتل.