للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جموعا وحلفوا بالأطلقة (١)، واستخدم بساط بن عنقا كثيرا من القواسة، والعربان بعد أن سود عليهم (٢)، وقال لهم: أخزيتمونا بين الناس، وقيل أن الشريف راجحا لما توجهوا إلى وادي الأبيار سود عليهم أيضا، وقال لهم: فضحتمونا بين العرب بأفعالكم، وإذا كنتم ما تمنعون أنفسكم فكيف تمنعون نسائكم؟ فطلبوا منه أن يسير معهم، فقال: بشرط أن تعطوني قلعتكم (٣) هذه السنة أصرفها على من معي، فامتنعوا من ذلك، ولما سمع مالك بذلك ارتفع من الموضع الذي كان نازلا به، وأرسل الشريف حميضة للشرفاء أن لا يحاربوا زبيدا، وإن فعلوا ذلك فهم في النقا، ويقال أن ذلك منه تخوفا على أولاده.

وفي عصر يوم الإثنين، ثامن الشهر، وصل كتاب من يحي بن سبع مع قاصد له إلى الأمير الباش (٤)، يذكر فيه على أنه وصل إلينا الشريف محرم بن هزاع وصحبته ظاهر بن قيماز، وأخبر ظاهر على أنكم قتلتم الشريف حميضة وبني إبراهيم المقيمين عندكم بمكة وبجدة، فلما أن سمع بنو إبراهيم بذلك تأهبوا للمسير اليكم بأجمعهم، بل خرجوا من بلادهم مبرزين، ثم بعد ذلك وصل إلينا قاصدكم وواجه ظاهرا وقال له:

أيش لك غرض في هذا؟ وسود عليه، والمقصود أن تصلحوا بين محرم، وعمه ويجعل له رسم يكفيه ليقوم [بوده] (٥) ويكون عنده إلى أن يأتي جواب السلطان (*١) مع الحاج، وأن يرسل لكم به في هذا القرب مع من يثق به عليه.


(١) هذه من العادات غير الحسنة في الإسلام وهي الحلف بالطلاق.
(٢) سود عليهم: أي أمر عليهم أمير أو عين عليهم مسئولا.
(٣) القلعة: لم أقف لها على تفسير في معاجم اللغة، ويبدو أنها هي عبارة عن قطعة من الأرض مزروعة من الحبوب كالدخن والذرة.
(٤) الأمير الباش: هو بكباي. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٦٦.
(٥) وردت في الأصل" باوده "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.