للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ابن عمها قاضي القضاة النوري علي بن أبي الليث بن الضياء، ودفنت بالمعلاة بتربة/سلفها على عمتها صفية (١)، وورثها عمها أبو بكر وأبو اليمن، فصارت حصة أبي بكر للقاضي نور الدين المذكور.

وفي ليلة الأحد، سابع الشهر، وصل إلى مكة جماعة الأشراف ذوي أبي نمي من الخيف بجميع أهلهم، بقصد التوجه إلى وادي الأبيار خوفا من أن يهجم عليهم مالك بن رومي، وقصدوا الإقامة بمكة بعض أيام ليقضوا حوائجهم، فما مكنهم الباش من ذلك وأسمعهم المكروه، ومن ذلك: أنتم ما تريدون إلا الخراب، والنساء خيرا منكم، ومن خرب تكونون معه، وإذا وقع لكم قتال تهربون وتكسرون من تكونون معه، ولم يسمح لهم إلا بقية يوم الأحد، ثم توجهوا إلى وادي الأبيار، وأقاموا به مدة يسيرة، ثم تحالفوا على أن يكونوا على قلب واحد، وأن جاءهم أحد لا [ينهزمون] (٢) منه بل يقاتلونه حتى يكون الأمر [لهم] (٣) أو عليهم، وعادوا بجميع أهلهم إلى أن نزلوا على بئر الطندباوي (٤) خارج مكة بأودان قريش، وأقاموا به ثلاثة أيام أو أربعة أيام، وهم يلعبون الحمام على خيولهم، والنقارة تضرب عندهم، وصار الترك وأهل مكة يخرجون إليهم بعد كل عصر، وبعض من الترك يلعب معهم، وكان أول لعبهم للحمام في عصر يوم الجمعة، ثاني عشر الشهر، وبعد [قضاء] (٥) حوائجهم توجهوا إلى بلدهم صبح يوم الثلاثاء، سادس عشرة الشهر، ثم أرادوا المسير إلى مالك، وجمعوا


(١) صفية بنت السراج عمر بن القاضي أبي اليمن النويري المكية، ماتت في ربيع الثاني سنة ٨٩٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ٧١.
(٢) وردت في الأصول" يهزمون "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول" له "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) بئر الطندباوي: بئر بأسفل مكة، والطندباوي حي من أحياء مكة. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٢٥٢.
(٥) وردت في الأصول" قضوا "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.