للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان صبح يوم السبت، ثالث عشر الشهر، توجه أبو المكارم المذكور إلى بيت الأمير وأشلى وكثر كلامه، فدفعه صبيان الأمير وقالوا له: أستر روحك، فلم يكترث حتى سمع الأمير كلامه، فأحضر المقدم، وسأله فحكى له الحكاية، فأمره بالقبض عليه وإحضاره إليه، فأحضره إلى الأمير فأغلظ عليه، وأمر المقدم بحبسه ووضعه في الجترير إلى آخر النهار ليفعل فيه أمرا، فسمع ولده وجماعته، فتوجه ولده إلى الشافعي، ودخل عليه ليتكلم له مع الأمير، ثم وقعت فيه الشفاعات فأطلق آخر النهار من يوم السبت المذكور.

وفي ضحى يوم الجمعة، تاسع عشر الشهر، ولد أبي السعود بن أبي الفتح بن أبي السعود بن أبي الفضل المرجاني، وأمه [ … ] (١).

وفي يوم الأربعاء، رابع عشري الشهر، وصلت ورقة من جدة من الشريف حميضة إلى الباش، يذكر فيها أنه وصل إلينا برا [بعسفان] (٢) عبد الشريف يحي بن سبع، ومعه جماعة من بني/إبراهيم خيالة، وثلاثة مماليك كانوا وصلوا إلى ينبع من القاهرة برا، وورقة من سيده إلى الشريف حميضة، يسأل فيها بالنداء لزبيد بجدة بالأمان والاطمئنان، وأن يدخلوا ويمتاروا منها ويقضوا حوائجهم حسب شوال في ذلك (٣)، بحسب ما أصابهم من الجوع والغلاء، بحيث وصلت الزيلعية الحب إلى أربعة محلقة فنادى لهم الشريف حميضة بالأمان (٤).


(١) هكذا في الأصول فراغ بمقدار كلمة واحدة.
(٢) وردت في الأصول" عسفان "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) أي حسب السعر الذي كان متداولا في شهر شوال.
(٤) بسبب الحروب التي كانت دائرة في جدة تسببت في غلاء الأسعار وقلة المعروض من الحبوب، مما جعل أثمانها تتزايد بصورة واضحة.