للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل ثاني يوم جماعة من زبيد، جاءوا مع عقال، ومعهم مائة حمل أمتاروا منها حبا، وخرجوا بها من يومهم، وطلع السعر بسبب ذلك بحيث كان الطنم بأربعة عشر فطلع إلى تسعة عشر وثمانية عشر.

ثم في يوم الخميس، ثانيه وصل إلى مكة الثلاثة المماليك، وأوراق من جدة فيها أن جلبة وصلت من الطور، وفيها مفتي الروم وصحبته أبو المكارم بن محب الدين الزين، وكان توجهه مع الحاج من مكة، وتكلم في قضاء المالكية فأسكت بمبلغ يسير وكاتب، وأن عبد الغني بن أبي بكر المرشدي تولى قضاء الحنفية بمكة، وأن الباشا واصل في الموسم، فتوقف القاضي الحنفي نور الدين بن الضياء عن الأحكام، واجتمع بالباش فقال له: لا تترك الأحكام وباشرها حتى يصل بمرسومه، فباشر على عادته ثم إن قاضي جدة أرسل للشافعي يخبره بذلك، فأذاع ذلك، فسمع الباش فاسمعه بعض كلام، فاعتذر الشافعي للحنفي، وأرسل له إمام الحنفية بذلك.

وفي آخر يوم الإثنين، تاسع عشري الشهر، وصل مفتي الروم (١)، وصحبته أبو المكارم بن الزين بعد أن لاقاه الباش إلى خارج مكة، ودخل معه إلى المسعى أمام الصيارف وفارقه، فدخل المسجد فلاقاه القضاة الثلاثة وسلموا عليه، ومشوا معه إلى منبر الخطيب وفارقوه، [وقال] (٢): للقاضيين الحنفي والمالكي [لكما] (٣) ورقتان، فأرسلهما لي ثاني يوم، وعشاه الشافعي، وفي ثاني يوم عشاه الحنفي وتكلف لذلك، وسببه أن الورقة التي وصلته كانت من قاضي القضاة الحنفي بالديار المصرية عبد البر ابن الشحنة، وفيها التوصية عليه كثيرا، وأن عبد الغني المرشدي تكلم معي مرارا في


(١) يعني مفتي الدولة العثمانية.
(٢) وردت في الأصول" وقالوا "، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.