للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مغرب ليلة الأربعاء، سابع الشهر، مات أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن الريمي، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بقبر والده (١) بالمعلاة.

وفي هذه الليلة أيضا، [وصلت] (٢) قافلة من جدة إلى قرب سبيل شميلة بالقرب من درب الشبيكة، فنهب وأخذ جميع ما فيها وكوّن جماعة، والفاعل لذلك جماعة الشريف وفيهم بساط بن عنقا.

وفي آخر يوم الثلاثاء، سادس الشهر، وصل إلى مكة أول سبق الحاج الشامي.

وفي ضحى ثانيه يوم الأربعاء، تواتر السبق، وبعض الحاج، وبعد الظهر دفع واستمر ينجر إلى آخر النهار، وكتب معهم عائدا من الزيارة النبوية، ودخل إلى مكة أميره وهو الخواجا عمر النيربي، وسكن ببيته بجميع حمله إلا الشيخ، ولم يخرج له الشريف حميضة، وجلس الحاج بالمحمل تحت جبل فخري إلى جهة بركة الصارم (٣).

ثم في صبح يوم الخميس، ثامن الشهر، الذي هو يوم الصعود، خرج الشريف حميضة ومن معه من بني إبراهيم إلى ملاقاة أمير المحمل الشامي (٤) للتعرض له، فلم


(١) أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن مسعود الشهاب الريمي اليماني ولد في أول ليلة من احدى الجمادين سنة ٨٣٩ هـ بمكة، وحفظ القرآن وهو إنسان خير كثير الطواف والعبادة. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٣٣١.
(٢) وردت في الأصول "وصل"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) بركة الصارم: تقع عند سور باب المعلاة، وكانت معطلة فعمرت وملئت من عين بازان بعد جريها، والذي أمر بعمارتها وإجراء الماء فيها الشهاب بركوت المكيين، وهو شهاب الدين عتيق سعيد المكيني عتيق مكين الدين اليمني مات في سنة ٨٣٠ هـ. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٤٢. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ١٥.
(٤) أمير المحمل الشامي: الخواجا عمر النيربي. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٧١.