للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[يوجد] (١) مع الحاج بالمعلاة، فأرسل له لبيته، فامتنع من التوجه له، وصر الباش الخلعة، وكان يصرح أنه لا يلبسها إلا لبركات، وأن لم يكن صاحب مكة ما يلبسها لأحد غيره، فدخل عليه أصحابه وجلساؤه، بل ويقال أن أمراء الحاج تكلموا معه أيضا، فخرج له إلى المعلاة ومعه قواسة، فألبسه الخلعة، ودخلا جميعا مكة إلى محل الجزارين أول المسعى فتفارقا، وتوجه كل منهما لمترله.

وفي صبح هذا اليوم، صعد جماعة من الفقراء مشاة بنية التوجه إلى عرفة، وهم محرمون على العادة، فلما أن قاربوا بستان جانبك خرج عليهم خيل ورجال، ويقال إنهم من جماعة بركات/ونهبوهم، وأخذوا ما معهم، وقيل خرج بعضهم فعادوا، فلما سمع بذلك الأمراء [اختبطوا] (٢)، وأرسلوا للشريف بركات يستعطفون خاطره، ويسألونه أن لا يمنع وفد الله الحج، فقال: ما لي غرض عند الحاج، وإنما غرضي عند غيرهم، فخافوا أن تقع فتنة بعرفة فراسلوا الشريف بركات أيضا وأخذوا منه وجها وأن يأخذوا له من أخيه ألفي دينار، ألفا حاضرة وألفا بمنى إذا رجعوا، فسألوا أخاه في الألف الحاضرة فقال: ما لي قدرة على ذلك، فدل الأمير شاهين الأمراء على ما وصل لأهل مكة من الروم، فأخذوا منها ألفا وأرسلوها لبركات أيضا، وما رضي بتأخير الألف الثانية إلا بجهد، وقال: أنه يخاف الله، فصعد الأمراء والحجاج في صبح اليوم التاسع يوم الجمعة إلى عرفة فتبعهم كثير من الناس، فلم يحصل لهم ضرر، وتوجه بعض الناس بعدهم فحصل لهم تشويش، فبعضهم نهب وبعضهم رجع وبعضهم توجه بعد أن حصل لهم بعض مناوشة بينهم وبين الأعراب قرب منى، وغالب أهل مكة لم


(١) وردت في الأصول "يجد"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "اختطبوا" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٧٠. وأختبطوا: أصبحوا في حيرة.