للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحجوا، وتخلف قاضي القضاة المالكي وعيال الشافعي وكنا ممن تخلف، وفي الله الخلف والله يعوضنا خيرا.

كانت الوقفة المباركة يوم الجمعة.

وأقام الحاج بعرفة إلى آخر النهار، والشريف بركات بعسكره نازل بعرفة، تحت الجبل الذي يباع عنده الغنم والسمن وغيرهما.

ووقف الحاج كعادتهم، مع تخوفهم من بركات وجماعته لكثرتهم وكثرة ضجيجهم، ويقال إنهم كانوا يودّون الغارة على الحاج (١)، ولكن يمنعهم السيد بركات، ووقف بمحلة يقال إنهم قرب من خلف الجبل ونفر الكل سالمون إلى مزدلفة، ثم من مزدلفة إلى منى ليلا ونهب بعضهم ومن جملتهم الخطيب وأخذ جمله، وتواصل هو وصاحبه إلى أمير المحمل المصري وسلمه الله من الخسارة.

وفي عصر يوم السبت، عاشر الشهر بين العصر والمغرب، حصل بوادي منى مناوشة بين بعض عسكر بركات وجماعة حميضة، سببها أن بعض الأولين باع جملا له بسوق على بني إبراهيم وأنقده ثمنه، فحصل بينهما محاربة بسبب ذلك ومضاربة وصاح الصائح، ووصل الخبر لبركات ولحميضة، فضربت نقارة الثاني، ورد بركات جماعته بعد أن حصل بينهم بعض كون، وحجز بينهم ظلام الليل، ويقال إن الأمراء أرسلوا لبركات في ذلك، وقالوا: ما كان هذا بيننا وبينك، وكان نازلا بمنى بالعراقيب (٢)، فرحل من [ليلة] (٣) الحادي عشر إلى مزدلفة بجميع من معه، خوفا من


(١) أي يريدون الهجوم على الحجاج.
(٢) العراقيب: العرقوب من الوادي: ما انحنى منه والتوى، والطريق الضيق في الجبل. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٥٩٦.
(٣) وردت في الأصول "ليلته"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.