للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يقع بين الفريقين شيئا بالنهار، ولما وقع هذا الأمر عزل جميع السوقة بمنى خوفا من النهب.

وفي ظهر يوم الإثنين، ثاني عشر الشهر، رحل من منى جميع الحجاج المصريين والشاميين وغيرهم، ولم يتخلف أحد بمنى، فبعد رحيل الحاج، دخل الشريف بركات بيوت منى.

وفي هذا اليوم أو اليوم الذي قبله، مات الشهاب أحمد بن محمد بن مسعود الزواوي، وصلي عليه بعد صلاة العصر، عند باب الكعبة، ودفن بقبر والده (١) بالمعلاة.

وفي يوم الثلاثاء، ثالث عشر الشهر، وقع حريق ببيت نائب جدة، أبي الفتح المنوفى، فأعيا الباش إطفاءه إلى أن خمد من نفسه آخر يوم الأربعاء رابع عشرة الشهر، وكان حريقا عظيما حصل به ضرر كثير لمن كان حوله ممن بني بالجريد (٢) والخصف (٣).

وفي ليلة الأربعاء، رابع عشر الشهر، بعد صلاة العشاء، حصل حريق ثاني برباط بزيادة باب إبراهيم، فحضره الباش وغيره إلى أن أطفي، ولم يحصل به ضرر إلا في خلوة المشيخة المتعلقة بأولاد القاضي.


(١) محمد بن مسعود بن صالح بن أحمد بن محمد الجمال الزواوي المكي نزيل القاهرة، ولد في سنة ٧٩٨ هـ بمكة، ونشأ بها، وتردد لسواكن للعمل والكسب، ومات بمكة في ذي الحجة سنة ٨٥٩ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٥٠.
(٢) الجريد: الجريدة: سعفه طويلة رطبة أو يابسه، أو التي تقشر من خوصها. الفيروزأبادي: القاموس المحيط، ص ٢٤٧.
(٣) الخصف: الحصير الذي يعمل من سعف النخل. ابن منظور: لسان العرب ٩/ ٧٣. البستاني: الوافي، ص ١٧٤.