وفي صبح يوم الثلاثاء، عشري الشهر، برز جميع الحاج المصري الأول والمحمل إلى سبيل الخواجا (١)، ثم رحل منه إلى الوادي في ليلة الأربعاء رابع عشرة الشهر.
وفي صبح يوم الإثنين، تاسع عشر الشهر، توجه أمير المحمل الشامي الخواجا عمر النيربي، وصحبته الأمير شاهين الجمالي للسلام على الشريف بركات وهو بمنى، وصحبتهم قواسة ومشاة من أهل مكة وغيرهم، وصحبتهم أيضا علي بن غراب عبد بركات يرفقهم إلى أن يصلوا منى، وفي نية الأمير التكلم معه في الشكوى من جماعته، وردهم عن أخذهم لرقيق الناس حال سقيتهم من الأبيار، وفي الموافقة بينه وبين أخيه حميضة في أمر جدة، أن يكون ثلث البندر له والثلثان لحميضة وبقية إخوته وبني حسن والترك، وارتفع من منى ولا يتوجه للوادي ولا لمكة ولا لجدة حتى يصل الجواب، فلما وصلوا منى لم يؤذن لهم إلا بعد مدة، وأن لا يدخل عليهم إلا النيربي وشاهين بعد أخذ أسلحتهم ففعلوا ودخلوا وسلموا ووقفوا، فأذن لهم في الجلوس، وسألوا فضله/في الوفاق على ما تقدم، فامتنع إلا على النصف، وأنه لا بد له من دخول الوادي، وأن يعجل له الألف الثانية، وأوعدهم برد جماعته، وقال للنيربي: إرحل بحجاجك بسرعة، ثم رجعوا لمكة، ووافق حميضة على ذلك على كره منه واستمهلوه في الألف، وأخذوها من الناس حتى أشرفيين وثلاثة، وأرسلوا بها له، ودخل مكة في بعض الليالي فيما يقال وطاف.
وفي يوم الثلاثاء، عشري الشهر، سافر الركب الشامي بأجمعه، وأمراءهم بعد صلاة الظهر.
(١) سبيل الخواجا: هو السبيل الذي أنشأه الخواجا شهاب أحمد العاقل ببيت ابتناه بسوق الجمال بمنى، وسبل الماء فيه في أيام التشريق تقبل الله منه ذلك. عمر بن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٢٤٥.