وفي ضحى يوم الخميس، ثاني عشري الشهر، سافرت إلى جدة قافلة كبيرة تزيد على ألف جمل، وسافر معها جماعة من زبيد وبني إبراهيم، وجبيت (١) القافلة يقال لمالك، أخذ على كل شقدف ستة محلقة، وقيل على كل حمل مطلقا ستة محلقة، وعلى كل حمار محلقان، فهذه سيئة ابتدعت أخذ الله فاعلها.
وفي يوم الجمعة، ثالث عشري الشهر، سافر إلى جدة قافلة ثانية مثل الأولى، وسافر معها الأمير شاهين الجمالي نائب جدة وقاضيها الشافعي، فجبيت القافلة كالأولى.
وفي ليلة السبت، سابع عشري الشهر، حصل بمكة رجفة من بعض العربان دخلوا بعض البيوت، وكسروا أبوابها ونهبوا ثيابا.
وفي صبيحتها، توجه المشايخ بأنفسهم، أو بإرسال الباش لهم إلى السيد بركات بمنى، وهم الشيخ عبد الكبير بن الشيخ ياسين وقيل وابن مطير، والملة وشكوا عليه الحال، فقال لهم: هذه عادة العربان إذا كان خلف يفعلون ما يريدون حتى يلقون من يردهم، وقد أرسلت لحميضة وعرفته فلما سمع قال: وأنا ما أقطع العوائد، ولكن ما يكون إلا خيرا، فعاد المشايخ ولم يقتنعوا بهذا الجواب.
ثم في آخر النهار، وصل الشريف علي بن السيد بركات إلى مكة من عند والده، واجتمع بالأمير، وأخبره أن والده واصل بعده إلى أعلا مكة في ثاني يوم، وهو جاء لرد المفسدين، فحصلت الطمأنينة ولم يقع شيء بعد ذلك بعد أن كان الباش نادى بعد وصول المشايخ لأهل مكة، وغيرهم أن يعسون مع الترك في الليل.
(١) جبيت: الجباية أخذ الخراج والمال، والجابي: هو الشخص المكلف من قبل إدارته لجلب الأموال والاشتراكات أو الضرائب من المكلفين أو من المشتركين. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٠٦.